Friday, 27 March 2020

الخوف والفيروس وأنا







...الخوف 
يتربع علي عرش المشاعر السلبية بلا منازع 
بعض الدارسين بيشوفوا الخوف منبع كل المشاعر المؤلمة في حياة الانسان
بالنسبة لي ، الخوف هو أسوأ شعور علي الاطلاق ، وبعده الشعور بالعجز 
فلو اتجمعوا هما الاتنين مع بعض ، وزوّد معاهم الذنب و صغر النفس و فقدان الرجاء ، فمبروك كسبت معانا اكتئاب  
!!
تعالوا نشوف احنا خايفين من ايه حاليا بالتحديد ؟

خايفين علي أهلنا *
...وده طبيعي جدا . اني أخاف علي حد بحبه وأبقي مش عايز يمسه سوء ،  لكن 
       هل خوفك لوحده هيحميه؟      لأ
طاب تعمل ايه ؟
تلتزم بالتعليمات و تعمل دورك ، تصلي وتطلب حماية ليه وليك ولبلدك كلها ، تفاعل معاه وقرّب منه . يمكن ما جاتلناش الفرصة دي قبل كده اننا نكون مع بعض مدة طويلة من غير أي مشغوليات ، ودي فرصة ذهبية نعوض اللي فاتنا ، نسمع بعض بجد ، نقدر العلاقات الانسانية علي صورتها الأولي قبل التكنولوجيا وقبل الانشغال والزحمة والدوشة    

خايفين علي نفسنا *
!اسأل نفسك ، طيب وبعد ما خُفت ، عملت ايه ؟
لو خوفك كان خوف صحي انك خايف علي مصيرك بعد الموت ، فده شئ كويس 
لو خوفي بيدفعني اني أدور علي الحق وأراجع طرقي القديمة والطريقة اللي كنت بفكر بيها وعايش حياتي بيها ، فده كله كويس
لكن ...لو حاولت تسكت خوفك بالغرق أكتر وأكتر في طرقك المعوجة والغلط ، فانت كده بتموت نفسك حرفيا 
.وموتك هنا لأنه انفصال عن مصدر الحياة نفسه 

خوف من المستقبل *
أعتقد ان الخوف من المستقبل ده كان عندنا من قبل حتي ما يكون فيه وباء عالمي . فكرة ان المستقبل مجهول بالنسبة لي بتقلقني، وبخاف يكون اللي بعمله دللوقتي مش هو الطريق الصح اللي هيخليني في المستقبل ناجح و راضي باللي بعمله ومبسوط 
يعني لُب المشكلة أصلا هي رغبة جوايا اني أكون ناجح وراضي باللي بعمله ومبسوط 
ولأن المستقبل حتة ضلمة كده مش عارف أنا هحقق فيها الرغبة أو الاحتياج ده ولا لأ ، فهو عامل لي قلق مستمر 
طاب والحل ؟ 
 لا أدّعي اني وصلت لحل نهائي في الموضوع ده ، ممكن أسميها طريقة للمواجهة
مؤمنة ان ربنا خالق كل واحد فينا مميز بصورة معينة ، وليه دور (دعوة \هدف\رسالة ) من وجوده ، ولأني كنت في فكر الله حتي
من قبل ما أكون في بطن أمي ، فمؤمنة أني لازم أهتم بعلاقتي معاه عشان أكون جوه مشيئته ليّ . يعني ببساطة ، "يارب أنا مش عارف أنا دوري ايه وعشان كده بصّلي ترشدني دايما " .
  
الموضوع ده رحلة طويلة من الاعداد والخبرات ، ويتخللها أوقات من الحيرة والشك والتساؤلات الكتيرة اللي من غير اجابات ساعتها ، بس دوري اني أكمل ، وابدأ لو كنت لسه ما بدأتش 
وهي رحلة مش هتمشيها لوحدك أبدا ، طالما بدأتها معاه .

في خلال الرحلة دي ، أحاول أعمل اللي بعمله (أيا كان ايه ... شغل \خدمة \عمل تطوعي ) بأمانة ، وأحاول أعمل الدور اللي عليّ ، يعني مثلا دوري اني أقرأ وأفهم أكتر ، أو دوري اني أدور علي اختيارات للشغل مثلا أو أقدم في أماكن مختلفة ... أيا كان دوري 
لازم اقعد مع نفسي وأشوف انا بعمله وبأمانة ولا لأ 
وأعرف ان صلاتي وطلبي مش هيلغوا دوري ده 
طالما الله أمين انه يعمل دوره للاّخر ، أنا كمان لازم أكون أمين وأعمل الدور اللي عليّ.

متوقفش صلاة 
أحيانا كتيرة الصلاة مش هتغير الظروف لكن هتغيرني وتغير نظرتي للأمور ، وتجدد ذهني  ، وكل ده جزء من رحلة اعدادك . 

أطلب أرشاد 
لما أطلب ارشاد من حد أكبر مني وعنده خبرة أكتر ده هيفرق كتير في رؤيتي للأمور . بس نقّي ، متختارش حد عارف انه هيقولك كلام علي هواك . خليك حيادي وموضوعي .

خوف من الوحدة *
الوحدة بشعة ، ما أقدرش أنكر ده 
مش المقصود انك لوحدك حرفيا ومش مع ناس 
لكن المقصود احساسك الداخلي بالوحدة ، حتي مع وجود ناس
مقصود بيها كمان انك مش قادر تقعد مع نفسك خالص وقت طويل ، ومش متصالح مع نفسك .
أكيد ملاحظين ان السوشيال ميديا بتروّج لفكرة الجواز ،حتي لو كانت ف صورة كوميكس ، انت بتتتأثر بيها ! 
 "العالم بينتهي وأنا لسه متجوزتش يامّا ، قوم ادخل قول للكراش انك بتحبها ، دي فرصة يا جماعة مفيش قاعات افراح وتكاليف ....." 
خليك واقعي 
الوحدة مش بتتحل بالجواز .....مفاجأاااااااة 
علماء النفس قالوا ان الوحدة دي بسبب تصدعات نفسية في داخل الشخص ، بسبب التنشئة ( ما اتحبش بشكل كافي ومشبع وهو صغير ، فبالتالي مش بيحب نفسه ، فاقد الثقة بنفسه ، وعنده نظرة تشاؤمية للحياة   
بالأخذ في الاعتبار المعلومة دي ، فأكيد أكيد حل مشكلة الوحدة مش بالجواز 
وبعدين خليك واقعي بردو ، شايف المسئوليات اللي عند المتجوزين ، شايف شد الشعر والصريخ والعيال المتشردة اللي في الفيديوهات دي ... يمكن حضرتك في نعمة دللوقتي مش بتشكر عليها !

ولو هبص للموضوع بصورة أعمق من كده شوية 
     يمكن الجواز بالنسبة لنا هو أقرب صورة للحميمية
وهي احتياج طبيعي جوّانا 
 ،بس متحصرش تسديد الاحتياج ده في الجواز بس 
. متتحركش للجواز بدوافع غلط زي احساسك بالوحدة 

طيب نرجع لموضوع الوحدة 
أعمل ايه في احساسي ده ؟
زي ما الوحدة هي اني مش متصالح مع نفسي 
 يبقي الحل اني أتصالح مع نفسي 
!بس كده ؟  
!ااااه ، أومال انت فاكر ايه ؟
يمكن الوقت ده ربنا ادالنا الفرصة اننا نهدي . رتم الحياة هدي ، والوشة والجري قلّوا  .   ودي فرصة حلوة تقعد وقت مع نفسك . تحاول بجهد تخلي ده روتين  . تفكر بعقلانية وموضوعية . تصلي عشان الله يساعدك تعرف نفسك وتعرفه . تقرأ . تسمع 
محاضرات ووعظات . تستثمر في نفسك . تفهمها 
مش منطقي أبدا انك حتي تطلب من ناس يفهموك ويتفاعلوا معاك وانت مش فاهم نفسك ومش علي دراية بيها أصلا !
ساعتها ، ومع الوقت ، هتعرف تتصاحب علي نفسك ، هتعرف تحب نفسك ونقط القوة اللي فيها ، وهتعرف تحط ايدك علي عيوب شخصيتك وأسبابها الداخلية ، وهنا هتعرف ...تعالجها ،وتطلب مساعدة من الله ومن الناس ، بس  لما تعرفها الأول


مخاوفنا أكتر من مجرد فيروس 
اذا كان الفيروس لايُري بالعين المجردة وبيدمر صحة انسان بالكامل . فالمخاوف دي  بردو لا تُري بالعين المجردة وبتدمر نفس الانسان  
والحقيقية أعتقد ان لو انسان صحيا سليم لكن نفسيا متدمر فده جحيم في حد ذاته 
ومش عجيب ان الناس دول بعد كده بيفكروا في الانتحار
لأنهم حرفيا مش قادرين يعيشوا باللي جواهم ده

 Identify Your(( true )) fear and Fight it 

"الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة "




صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...