Sunday, 15 November 2020

الوجود العاري




 الوجود العاري مؤلم يا رفيقي  
وأرجو فعلا أن تكون رفيقي في الشعور بألمه ولست مجرد مستمع ،  بعيد كل 
البعد عن تجربة ما أشاركك به

ما أريد وصفه هو  .
حينما تجد نفسك في مواجهة عنيفة مع ما بداخلك بمفردك ...
تتحسس طريقا وسط متاهات فكرك .. 
فكرة تقود لأخري 
"المتاهة هي عقلك "
هذا صحيح ..اختبرته ولم أقرأ عنه فقط أو أسمع عنه .


تريد الوصول للفكرة الأم 
لعمق الخوف ..
من أين تنبع كل المخاوف ؟
ما هو الخوف الأكبر والأعمق علي الإطلاق ؟
الوحدة ؟!..
الوجود العاري من الصحبة ومن المعونة وسط زحام الافكار والمشاعر .
الوجود العاري عن كل ما يشتت انتباهك عن ضوضاءك الداخلية... 
العمل، الأصدقاء ، الأحاديث الجوفاء التي تقتل الوقت ، الانشغال بشتي الأشياء...


ما المعني ؟
ما الجدوي من كل هذا العناء ؟


لقد فقدت المعني مرارا  .. 
فقدت الوقود المحرك...

ربما عندما كنت قصير البصر ، وكنت  أمشي الخطوة فقط للوصول للخطوة التالية كان الوضع أفضل. 
لم أشغل بالي ببضع خطوات تالية. 

وقتها وضعت عصابة علي عيني و قررت المضي قدما مستهدفا الخطوة التالية فحسب.
 لم أعبأ بالغد ، أعني،  لقد فكرت فيه ، لا مفر من التفكير فيه يا رفيق ، لكني كنت ماهرا في نكران هذا النفق المظلم الذي كلما تطلعت نحوه روعتني ظلمته فقررت تجاهله . قررت الانشغال عنه بالنظر لآخر ما أستطيع رؤيته في ضوء الآن. أعني الخطوة القادمة التي تلي تلك التي أخطوها الآن وحسب. 
 أهداف صغيرة و محطات صغيرة وكان هدف السنة هو فقط الوصول لتاليتها .


ماذا أفعل في مواجهة هذا الوجود العاري ؟!
تراني كثيرا أختبئ. كاختباء آدم في الوهلة التي أدرك فيها عريه.  حينها لا أقوي علي احتمال المواجهة . 

تراني أحيانا ألتهم الكتب و كل ما ألمس فيه قبسا من الحق . الحق يزيدني استبصارا ونورا فلا يعود الخوف من الظلام وحشا لا يقهر بالنسبة لي بل بالحري يأخذ حجما طبيعيا وأقبل وجوده ولا أختبئ منه .

أحيانا أخري أهرب من كل ما يزيد تبصري ، الكثير من الرؤية في حد ذاته مخيف ! 

تراني أحيانا أكسر حواجز صمتي وأشارك من رافقوني خبرة هذا الوجود العاري والتيه والخوف،  و كانوا حقا  (رفقاء ) و مترفقين. لا أحد يشعر بك إلا من اختبر عمق ما مررت به .

تراني أحيانا أجيب هذه  الصوت الذي ألهيت نفسي مرارا عنه (أين أنت ) .. قد تأتي إجابتي دموعا لا كلمات. 
أو لا أقوي علي الوقوف ، فإذا بي أسقط علي ركبتي  من فرط ما أشعر به من ضعف.  "ها أنذا ، أقبل ضعفي ، و أقدره لأنه كشف لي كم أنا أحتاجك يا الله " 
 
مؤخرا كان نداؤه مختلفا ، مذكرني بعبارة سمعتها منذ وقت طويل "كل من يقول يارب ، كمن بيده سيف يصرع العدو "
  فقط "يارب " !  ..
"  تهممني أعدائي اليوم كله " يارب 
"لأن العدو قد اضطهد نفسي سحق إلى الأرض حياتي. أجلسني في الظلمات مثل الموتى منذ الدهر."

 
 

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...