أنا حزينة ، و أحاول نفض الحزن عني ، ولكن الأمر أشبه بمحاولة التخلص من الماء وانت تحت سماء ممطرة ، لا اختيار لديك سوي التأقلم علي ملابسك المبتلة ،و أطرافك المرتعشة من البرد ! و عدم ارتياحك؛ لانك لا تعلم حتي متي ستظل تمطر هكذا !
حزينة لأنه لا فرار من القبول . هناك آلام لا سبيل لابعادها سوي التسليم والقبول بها .تؤلم لكونها لأجل غير مسمي ، ولأنها تشتد وقت الفراغ ، عندما لا يوجد بيدك شئ لالهاء نفسك عنها ...
وكأن الأيام أصبحت محاولات مستميتة للانشغال ، بهدف الهروب من آلام قابعة في أعماقي ، ففي أعماقي ، أرفض التسليم..
مازلت أريد واقعا آخر غير الذي أعيشه !
هل يمكنني حقا أن أستمتع تحت المطر ، بالرغم من ضيقي به ؟!
هل يمكنني أن أركز انتباهي علي اللحظة فقط ..ان أحيا يوما بيوم وأستمتع بكل لحظة في وقتها فقط ؟..
أن أقبل هذا اليوم ، حلوا كان أم مرا ، و أعيش لليوم فقط؟ ..
أن لا أنام و عقلي مثقل بقلقي من الغد و أثقل الغد بهذا القلق ؟!
لا يمكنني يا الله إن لم تعطني القوة لذلك
لا يمكنني القبول والتسليم إن لم تهبني ذلك ..
لا يمكنني المضي قدما إلا بك ...ومعك
أعن ضعفي
وانتشلني من حزني.
"خلصني يا الله، لأن المياه قد دخلت إلى نفسي
غرقت في حمأة عميقة ، وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه، والسيل غمرني
تعبت من صراخي. يبس حلقي. كلت عيناي من انتظار إلهي"