Sunday, 13 June 2021

هبة الحياة

 


تجلس في شرود ، تلتهم الأفكار عقلها ، ولا تدري أيهما أكثر أزعاجا : غليان الأفكار ام صوت عقارب الساعة المستفز ! 


لقد جاوزت الساعة الحادية عشرة ليلا ، كم أثقلتها هذه الساعة ، وكأن كيانها عقد  حلفا مع الوقت بأن ينقلب ضدها في هذه الساعة اللعينة و ما يليها . صراع حاد مع الأفكار والمشاعر تنتهي معه منهزمة لسريرها محتمية بالنوم هربا من حرب لطالما أزعجتها ...
تفتح دفترها ، تكتب ، لمحاولة النجاة هذه الليلة ..


"جلست احدق في المرآة وأفكر ، أتممت عامي السابع والعشرين منذ أيام قليلة بينما أشعر في داخلي بشعور امرأة اربعينية مطلقة ! 


أشعر أني لا أحب الحياة ! أنا فقط أستجمع شتات قواي لأعبر من اليوم لليوم التالي .أصارع لأعيش (هنا والآن ) ، فأنا ممزقة ، تشدني ذكريات من الماضي من ناحية ، و ينتزعني منها قلقي من المستقبل من الناحية الأخري. 
 مثقلة و مهمومة ، أشعر بالفشل و بفقدان الحماس ، أشعر بأني مقيدة في حياتي و ظروفي ، سجينة عقلي وأفكاره ، غارقة بمشاعري و مثقلة القدمين باحباطي من نفسي ..

 
هناك فقط أوقات من الحقيقة أعيشها بصحبة من هم قريبون لي ، نفسيا ، وليست قرابة دم ، تلك الاوقات التي أشعر فيها بأني أتنفس حقا ، أوقات أعيش فيها حقيقتي و أبوح بدواخلي ، علي الرغم من صعوبة ذلك بالنسبة لي ..
لحظات شعرت فيها بالحياة فعلا ..

لحظة عانقتني صديقتي وقت كنت أبكي ، و سارت معي الشارع بطوله مرتين لتحاول استيعاب ثورتي و تيهاني ..
وحين أصرت صديقتي الأخري علي سماعي و مناورتي بأسئلة من هنا وهناك لمحاولة جعلي أتخلص من ثقلي الذي لطالما أصررت علي الاحتفاظ به بداخلي ..


أنا خائفة
والخوف ضيف ثقيل أثقل سنيني .. 
خائفة من ضياع الوقت مني بلا نفع ولا تقدم 
خائفة من الفشل ومن الوحدة
أخاف من الموت ليس موتي ولكن موت أفراد عائلتي و التعامل مع الحياة خالية من وجودهم ونادمة  وحائرة من  غضبي ومعضلاتي الداخلية ناحيتهم والتي لم تحل ..


أخاف من نفسي و من خيانة ارادتي 
أخاف من حب نفسي لأشياء تضرها و من فشلي في فطمها عما يؤذيها و يؤذي كياني و يسلب مني العمر و الطاقة و الأمل ..


هذا عامي السابع والعشرين و كل ما أتمناه حقا لعامي القادم هو أن أستقر داخليا أكثر من ذلك وأكون في سلام وتصالح مع نفسي ومع حياتي وظروفي ..
أتمني أن أتحمس للحياة أكثر وأري فيها ما يستحق القتال لأجله .."


تنهدت بقوة ، ممتنة لله علي هذا النفس الداخل والخارج ، هناك آلاف علي مستوي العالم الآن يتمنونه ولا يجدوه..
ممتنة لاعطائها هبة الحياة ليوم آخر ..


صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...