أمضيت اليوم بأكمله أشاهد حلقات مسلسل . لقد كنت أهرب من نفسي .
انتهت أيام الاجازة و انا مثقلة جدا من فكرة وجوب استئناف معركة الحياة بعد هذا الفاصل القصير . لا أحتمل مجرد فكرة أن غدا سأعود لروتيني الاسبوعي.. . زحام المواصلات ، رتابة العمل الحكومي و
محاولاتي المستميتة لقتل ملله بالقراءة ...
الاسراع للحاق بمواعيد العمل المسائية و الصراع مع الوقت لانهاء هذا العمل في وقت غير متأخر .
تثقلني و بشدة هموم الغد و لا أستطيع حقا
أن أسكت عقلي بأنه "يكفي اليوم شره " ..
لم أغادر المنزل اليوم
و لكني لم أسترح حقا
لم يرحمني عقلي من تأنيب نفسي لأني غير منتجة و لم أفعل شيئا مفيدا اليوم ..
يلتهم القلق -بشأن المستقبل القريب و البعيد- عقلي ..
اجهدته حتي ينام
عله ينعم ببعض الراحة ..
هربت منك اليوم يارب
ومن نفسي
ادرت عنك وجهي و انا احاول بطرقي الخاطئة التعامل مع قلقي
تلك الطرق التي ألهتني عنه لوقت قصير لكنها زادته حدة فيما بعد و عمّقت من شعوري بالوحدة و الانعزال و الشفقة علي النفس ..
استيقظت اليوم التالي منهزمة و لم اذهب
للعمل
ما نفع ٧ ساعات من النوم لراحة جسد عقله منهك تماما و أعلن عجزه عن ادارة هذا الجسد !
هذا اليوم عدت لاتزاني قليلا
ادركت كم يكشف لي قلقي عن محدوديتي و عن عدم قبولي لها
جزء كبير من قلقي هو بسبب رغبتي الدفينة في السيطرة علي أموري
رغبة شديدة في ان تجري الأمور كما اريدها .. و هو ما لا تعطيه الحياة
"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " كما اعتدنا القول ..
يا الله
ساعدني ان أقبل محدوديتي
ساعدني أن أحيا هنا و الآن
ساعدني أن أتذكر دائما كم كنت معي في الماضي و أنك لن تتركني وحدي فيما هو قادم
ساعدني ان اتعلم من أبي ابراهيم
أن ابني مذبحا لاتذكر عظم صنيعك و أمتن لك
و اتذكر دائما اني في (خيمة )
و ان( هنا ) ليس مستقري النهائي
ذكرني دائما بغربتي
و لا تغربني عني و عنك
اجذبني نحوك
بأشواق جديدة كل يوم ...