إلي من يشعر بأنه يخوض حربا مدوية مع
أفكاره كل يوم
من ينال منه التعب وهو جالس في منزله
من تألم وحيدا ولم يستطع أن يمد يده من بوتقة ألمه ليبرد قلبه بيد آخر
،إليك
وإلي كل من يتشارك في هذه المعاناة
إلي قلبك الخائف وعقلك الذي لا يكف عن إيقاد هذا الخوف و زيادته اشتعالا بشتي الأفكار
إلي هذا الطفل بداخلك الذي يتوق للحب والاحتضان
إلي كيانك الكامل الذي يحلم بالاحتواء
فالحقيقة هي .. كل منا محدود
يؤسفني أن تلقي بمسئولية ثقيلة علي كاهل لا يحتملها
أن تتوقع أن يحتوي كيانك بالكامل من كيان ضيق
و أن تتوقع أن تشبع عند شخص جائع ، ولا يدري أنه كذلك
يؤسفني أن كلا منا يبني أحلاما في مخيلته بطلها الآخر ، وما من أحد جلس ليري ماذا بيده ليبني هذه الأحلام ويجعل منها واقعا
فهذا الطفل الجائع بداخلك ، يحتاج لاحتضانك أنت له اولا .
(هذا الكيان الواسع لكن المحدود المدعو (أنت باسمك ، لا يحتويه بالكامل سوي كيان لا محدود
سوي من أوجده
هذه الوحشة المؤلمة ، لا يؤنسها سواه ، ومن شاء أن تتلاقي طرقك معهم وهم يسيرون بمعيته أيضا ، أولئك الذين أدركوا محدوديتهم ومحدوديتك ، وبأن كلاكما مشبع للآخر بقدر ، وأن كلاكما لا يقدر حتي علي هذا القدر ما لم يمتلئ من المنبع ...منه هو
حين تستقبل هذه الحقائق ، حينها فقط ، ستدرك كم كنت ساذجا حين حاولت إشباع نفسك بأشياء لا تشبع . حين ظننت الماء المالح يرويك ولم يزدك سوي عطشا
ستدرك أن سعادتك الحقيقية في الانفتاح علي كيان آخر استطاع أن يتلامس مع ذاتك الحقيقية ، واستطاع أن يدخل إلي عالمك ، و أن تتلاقيا معا علي نفس العمق .
وكل ما روج له الآخرون أنه مصدر للسعادة ستدرك أنه مصدر زائف ، وسعادة مشوهة وزائفة ، بل إنها تشوه الساعين وراءها
!فإلي من يهمه الأمر ، لست وحدك