Thursday, 2 May 2019

هذا المتألم قام ..



أخبرت أوراقي ومذكراتي بكل شئ 
هي تعلم أكثر بكثير مما يعلمه أحد . أخبرت الله بكل شئ ، عندما ضاق عليّ كل مكان وكل شخص، وهو الوحيد الذي اتسع لي . هو الوحيد الذي رفعني عندما لم يقوي آخرون أو لم يعلموا كيف، أو لم يهتموا من الأساس .

كتبت عنه وعني ، عن حيرتي وتساؤلاتي العديدة في الحياة . كتبت عن أحلامي التي أردت أن تكون بمشيئته ، وليس بارادتي الشخصية وما أريده لذاتي .


 أعلم يقينا أنه "ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء " ، وأنه "يعطينا أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا " وأنه "يعطينا كل شئ بغني للتمتع " ، أعلم كل هذا ومع ذلك أخاف .
نعم ، وخوفي يخيفني ، أترجمه علي أنه قلة إيمان .

ربما ما قاله ديل ريان  في كتابه (متأصلون في محبة الله ) يعبر جيدا عن هذا ، قائلا : 
"يارب ، أنت تري صراعي من أجل الإيمان ، والثقة ، والرجاء ، والتسليم . أنت تعلم مخاوفي ، وترددي ، وتساؤلاتي . ساعدني أن أقبل إيماني المحدود . ساعدني أن آتي إليك بإيماني المحدود وأقول مع أبو الولد أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني " 

ويعبر عن صراعه من أجل الإيمان في تأمل آخر ومناجاة صادقة  قائلا : 
" يارب ، أشعر بالارهاق الشديد من الصراع مع الأفكار. أشعر بالتعب من الحزن الذي في قلبي . إلي متي يارب 
إلي متي يستمر هذا الصراع والحزن ؟
ساعدني حتي لا أعتبر هذا الصراع فشلا روحيا .
ساعدني أن أعتبره عملا صعبا وشجاعا . ساعدني أن أدرك أن هذا يقربني منك .ذكرني اليوم أنك معي في كل ذلك . ذكرني اليوم أنك تفهم ما أمر فيه " 

وفي الواقع ، فإن أكثر حقيقة مطمئنة ومعزية بالنسبة لي هي هذه ، أن الله يعرف تماما ما أشعر به ، وهو قادر أن يرثي لضعفاتنا ، فهو مجرب في كل شئ مثلنا ، عدا الخطية .

لعل أصعب ما نواجهه هو أن نجوز في ألمنا بمفردنا . وما يعزينا هو أن المسيح نفسه يقول "انتظرت رقة فلم تكن ، ومعزين فلم أجد " ، ساهرا وحده في البستان يصلي ويصارع آلامه النفسية ، وقد تخلي عنه أقرب الناس إليه وهم تلاميذه بسبب النعاس ! ، و معانيا بعدها من كل صنوف الألم الجسدي والنفسي ، وقد فروا كلهم هاربين عنه خوفا من أن يتبعوه للمصير نفسه . حتي الآب نفسه تركه يتألم ،  حتي أنه صرخ قائلا "إلهي إلهي لماذا تركتني " .

يعزيني أن أكتب وأصلي لهذا المتألم  ، هذا الابن الوحيد الذي سر الآب أن يعتصره بالحزن ، لأن هذا المتألم هزم الحزن . هذا المتألم 
قام ، وقادر أن يقيم معه  المتألمين


صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...