أخبرت أوراقي ومذكراتي بكل شئ
هي تعلم أكثر بكثير مما يعلمه أحد . أخبرت الله بكل شئ ، عندما ضاق عليّ كل مكان وكل شخص، وهو الوحيد الذي اتسع لي . هو الوحيد الذي رفعني عندما لم يقوي آخرون أو لم يعلموا كيف، أو لم يهتموا من الأساس .
كتبت عنه وعني ، عن حيرتي وتساؤلاتي العديدة في الحياة . كتبت عن أحلامي التي أردت أن تكون بمشيئته ، وليس بارادتي الشخصية وما أريده لذاتي .
أعلم يقينا أنه "ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء " ، وأنه "يعطينا أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا " وأنه "يعطينا كل شئ بغني للتمتع " ، أعلم كل هذا ومع ذلك أخاف .
نعم ، وخوفي يخيفني ، أترجمه علي أنه قلة إيمان .
ربما ما قاله ديل ريان في كتابه (متأصلون في محبة الله ) يعبر جيدا عن هذا ، قائلا :
"يارب ، أنت تري صراعي من أجل الإيمان ، والثقة ، والرجاء ، والتسليم . أنت تعلم مخاوفي ، وترددي ، وتساؤلاتي . ساعدني أن أقبل إيماني المحدود . ساعدني أن آتي إليك بإيماني المحدود وأقول مع أبو الولد أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني "
ويعبر عن صراعه من أجل الإيمان في تأمل آخر ومناجاة صادقة قائلا :
" يارب ، أشعر بالارهاق الشديد من الصراع مع الأفكار. أشعر بالتعب من الحزن الذي في قلبي . إلي متي يارب
إلي متي يستمر هذا الصراع والحزن ؟
ساعدني حتي لا أعتبر هذا الصراع فشلا روحيا .
ساعدني أن أعتبره عملا صعبا وشجاعا . ساعدني أن أدرك أن هذا يقربني منك .ذكرني اليوم أنك معي في كل ذلك . ذكرني اليوم أنك تفهم ما أمر فيه "
وفي الواقع ، فإن أكثر حقيقة مطمئنة ومعزية بالنسبة لي هي هذه ، أن الله يعرف تماما ما أشعر به ، وهو قادر أن يرثي لضعفاتنا ، فهو مجرب في كل شئ مثلنا ، عدا الخطية .
لعل أصعب ما نواجهه هو أن نجوز في ألمنا بمفردنا . وما يعزينا هو أن المسيح نفسه يقول "انتظرت رقة فلم تكن ، ومعزين فلم أجد " ، ساهرا وحده في البستان يصلي ويصارع آلامه النفسية ، وقد تخلي عنه أقرب الناس إليه وهم تلاميذه بسبب النعاس ! ، و معانيا بعدها من كل صنوف الألم الجسدي والنفسي ، وقد فروا كلهم هاربين عنه خوفا من أن يتبعوه للمصير نفسه . حتي الآب نفسه تركه يتألم ، حتي أنه صرخ قائلا "إلهي إلهي لماذا تركتني " .
يعزيني أن أكتب وأصلي لهذا المتألم ، هذا الابن الوحيد الذي سر الآب أن يعتصره بالحزن ، لأن هذا المتألم هزم الحزن . هذا المتألم
قام ، وقادر أن يقيم معه المتألمين
No comments:
Post a Comment