اشتدت حرارة الجو ، وكانت تسير بصعوبة ، يغلبها الإعياء .تتساقط قطرات العرق من جبينها . تتلفت حولها باحثة عن أي علامات .
كل ما حولها بدي متشابها وبلا معني . لقد أمضت أياما طويلة علي هذا النحو . كل الأيام شابهت بعضها.
مدت بصرها لتتفقد الطريق أمامها . كم بدي طويلا . طريق لا تري له نهاية وسط صحراء واسعة . أحست بالوحدة تنهشها من الداخل ، الكل يمر ويرحل ، حتي و إن أطالوا البقاء لفترات ، لكن الوداع هي الكلمة الأخيرة دائما !
فكرت كيف عساها تكمل... ؟ ، الطريق طويل ، و هي حائرة . بالكاد تستطيع أن تستجمع حماستها لمواصلة المسير.
سؤال في داخلها يؤرقها ..(ماذا بعد ؟) ، وهو ليس سؤالا واحدا في الحقيقة ، بل عشرات من الأسئلة التي تزدحم برأسها ، وتشكل خيوطا من السواد تعمي عينيها وتكبل قدميها ، فلا هي تري أي بريق من نور ، ولا هي قادرة علي مواصلة المسير .
ما أبشع أن تكون حبيس نفسك وتساؤلاتك!
جلست تستند إلي شجرة جافة ، أمسكت بكتابها الذي تمسكت به . كان عونا لها حتي تلك اللحظة . لطالما استمدت منه تعزية ، الهاما ، و وقودا لروحها ساعدها علي المضي قدما.
رفعت قلبها بشكوي لم تخرج سوي بدموع حارة . لم تستطع الحديث ، كانت كلماتها دموعا محملة بكل ما شعرت به
(أنت تعلم كل شئ .. وأعلم أنك تهتم ...)-
(أنت تعلم كل شئ .. وأعلم أنك تهتم ...)-
وفي سكون الصحراء ، دار حديث
هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلي خاصته وتتركوني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي . قد كلمتكم بهذا ليكون لكن فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم "
هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلي خاصته وتتركوني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي . قد كلمتكم بهذا ليكون لكن فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم "
ارتسمت ابتسامة علي وجهها ، ابتسامة من وجد ضالته بعد بحث طويل ..
- لقد اختبرت مشاعر مشابهة أيضا ...!
سيكون لي سلام فيك ...
ثم ما لبثت أن تحولت ملامح وجهها لوجوم، ثم حزن
-لكن. .. ما آخذه منك لا أستطيع الاحتفاظ به طويلا . هنا، في هذا الركن الهادئ ، تبدو لي الصحراء- بعد ما أسمعك- حديقة مزدانة، وما أن أشرع في المضي قدما ، تعود الصحراء أشد قسوة ، أواجه أيامها الباردة ، وعواصفها التي تجعل رؤيتي للطريق شبه مستحيلة.أواجه أسئلتي مرارا وتكرارا ، متسائلة اي صخب هو أشد ، أهو صخب الصحراء حولي في عواصفها أم صخب الأسئلة بداخلي ! تلك الأسئلة التي تشتد معاركها برأسي وأشعر أنني اشتبك فيها وحدي تماما
لماذا انت معي ولكني لا أشعر بهذا ؟! أين هذا
السلام الذي قلت عنه ؟
السلام الذي قلت عنه ؟
**"اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرأوا يفتح لكم "
-ماذا تعني ؟!....
آه ، يا إلهي ، ربنا هذا حقا صحيح . فأنا مضيت قدما في معاركي هذه وحدي ، لكن أنا من اخترت ذلك !
فعلي الرغم من علمي أنها أكبر مني ، إلا أني لم أدعك لتخوضها معي . لقد كنت هنا حقا بداخلي ، لكنك لا تفرض نفسك ....
-لكني طلبت فعلا في مرات كثيرة ، طلبت ولم أجد !!
*"تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم"
*"تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم"
-لقد تذكرت الآن ، لقد طلبت منك مرارا ، وقلما طلبتك انت. طلبت أشياء منك ، ولم أطلب معرفتك . أحملك في داخلي والحقيقة هي أني لا أعرفك حقا، لأني لا أطلب ذلك !
نعم ، أنا لا أشعر بك ، لأني أشعر فقط بنفسي وأجعلها مركز اهتمامي .
لطالما طلبت تغييرا للمشهد المحيط بي ، طلبت إجابات ، طلبت سدا لاحتياجات بطريقتي . طلبت ولم آخذ ، ثم اتهمتك بالجفاء، وعدم الإصغاء. ووصل الأمر للحد الذي اتهمتك فيه أحيانا بالغياب من المشهد تماما وتركي لمواجهة الأمر بمفردي
طلبت بجهل طويلا ..
دعني اعمق طلبي الآن
"علمني طريقك حتي أعرفك "