انتهي اليوم ، وانتصف الليل ، وعدت لوحدي من جديد
يبدو انه لا مفر من أن أصادق نفسي ،لا أن أهرب منها ، فنحن معا في نهاية المطاف .
يقولون ان الليل طويل للعاشقين ، من ينشغل فكرهم بمعشوقهم ، لكن لست أنا . و لست أنا سندريلا التي تنتظر الليل لتبكي حالها وبؤسها بصحبة فئرانها . لست أنا عنترة يرثي لحاله واستحالة زواجه بعبلة وهو عبد، فيشكي حزنه لكأس الخمر وصديقه شيبوب . لست أنا بطلة أي رواية موجودة في الحقيقة ، إلا أني أؤمن أن حياة كل منا تصلح أن تكون رواية ، بطلها هو .
ربما لست هؤلاء ، لكني أشبههم في أن ليلي كليلهم ، مجمع للأحزان. أكره فيه رثاء النفس وقلة الحيلة . أكره جزعي وخوفي أمام صعاب وظروف طال أمدها و كادت تنفد ثقتي بالله امام استمرارها لوقت طويل . ربما صرت أقوي ، لكنني تعبت ...
"يحدث أن أتعب من تعبي " .
لقد سئمت، وفقدت الشغف لمواصلة المسير . بل انني فقدت الوجهة . ليتني أستطيع أن أوجه بصري صوب وجهة بعيدة وانطلق في رحلة طويلة الامد نحو هدف بعيد، لكنني متعبة جدا الي الحد الذي حتي لا استطيع فيه ان أرنو لهدف جديد ! .
لقد بدأ العام الجديد منذ حوالي الشهر . وكنت أفكر وقتها -وقد تبقت دقائق قبل بدئه - ، فكرت في أمنياتي لهذا العام ، وانسابت دموعي وحزنت كثيرا . لم استطع أن أتمني ! .
يا الله ، لقد فقدت الشغف حتي للتمني ، بعد أن اصطدمت بالواقع المحزن للحياة !. أشعر وكأني روح اربعينية تسكن في جسد فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها
يا له من أمر مؤسف .
ألا تعود و تشعل فيّ شغفا من جديد. ألا تعود و تساعدني لأجد معني لحياتي .
لم أعد أستطيع الاستمرار في فعل أشياء لمجرد ملء الفراغ أو شغل الوقت . لا أستطيع الاستمرار في المضي قدما فقط بدافع أن ما أفعله هو أفضل من الجلوس هكذا في فراغ قاتل لا أفعل فيه أي شئ مفيد . في ذلك الوقت من حياتي الذي فيه كاد فراغي الوجودي أن يحبسني في اكتئاب شديد ، كان السكون هو آخر شئ أريده ، أردت أن أتحرك فحسب ، فالسكون وعدم وجود شئ أفعله يخنق روحي بداخلي و يشعرني بخواء شديد و بأنني شخص لا فائدة منه، فأنا لا أفعل إطلاقا أي شئ مفيد لي أو لغيري . وقتها قررت أن أتحرك ، أن أفعل أي شئ متاح أمامي ، علي الأقل كمحاولة لايجاد معني وشغف ، فالمعني لا يأتيني ، أنا من أذهب وأبحث عنه .
لقد طلبتك يا الله كثيرا ، وطلبت إرشادك .
في أوقات كثيرة شعرت أنك بعيد جدا عني ، لم أستطع أن أسمع صوتك ، لم أستطع أن أعرف لماذا . بدي لي أن الاختيارات المطروحة أمامي هي اختياري وحدي ، فأنا طلبتك و طلبت مشورتك ولسبب لا أعلمه لم أستطع أن أسمعك .
إلا أنه في أوقات أخري ، شعرت بك خلال مسيري ، رأيتك في ضمة شخص أحبني ، سمعتك في كلام شخص يعظ باسمك ، لمستك في مواقف مختلفة . ربما حقا أنك تحتجب لكنك موجود ، وقريب .
ها أنا الآن ، ربما مازلت تملؤني الشكوك والحيرة ، وتعتصرني المخاوف ، لكنني مازلت أنهض وأكمل المسير . أطلب وجهك كل يوم واذكر نفسي بأني تائهة ، لذا أحتاجك ، ربما لهذا أشعر أنني تائهة ، لأنني أحتاجك . لقد علمتني بطرق شتي أن كل ما أحتاجه هو معرفتك ، ومعرفة نفسي .
ها أنا أمضي قدما ، ووجهك هو وجهتي
وها هو وعدك أمامي .. "وجهي يسير فأريحك ".
********************************************
"ان وجدت نفسك في رحلة اليقين ، فانت ضائع "
No comments:
Post a Comment