Wednesday, 12 February 2020

جوايا خناقة (1)





جوايا خناقة بين صوتين ... 
فيه صوت بيقول ( ملعون الاحتياج ! ، ليه يارب خلقت جوانا احتياج لناس والناس دول محدودين ، ومش متاحين في أوقات كتيرة   ولو متاحين بالجسد فممكن كتير مش متاحين وجدانيا . مش بيسندوا ، مش بيحسوا بيّ للآخر . ليه يارب خلقت جوايا الاحتياج ده ليهم . ملعون ضعفي قصاد الاحتياج ده . ملعون احساس الاحتياج اللي انا مش عارفة أعيش بيه ولا أتصالح معاه ! )

وصوت تاني قصاده بيقول
(بدأت أشك إن ربنا يمكن قاصد بده إن دايما يبقي عندنا إدراك لقد ايه إحنا محتاجينه  ؛ لأنه حتي مع وجود ناس بتسدد احتياجاتنا ، بيفضل فيه احتياج عميق دفين بينادي، كأنه هو المقصود بالجملة دي 
"بداخلك فراغ علي شكل الله لا يملؤه سوي الله " .
فحتي مع وجود ناس صح ، ناضجة ومختبرة ، وشخصيات سوية فبتدي اللي حواليها وتتعامل معاهم معاملات صحية ، حتي مع وجودهم ، بيفضل احتياجنا لله والشبع المختلف اللي بيديه ) 


فيه واحد اسمه اريك اريكسون ، قسم حياة الناس العمرية لمراحل من التطور النفسي ، ولكل مرحلة فيه صراع بيطغي عليها . 
في سن من عشرين وحتي أربعين سنة ، فالمرحلة ديه الصراع بتاعها هو الحميمية في مقابل الانعزال . يعني الناس في السن ده عندهم احتياج شديد للحميمية وبيصارعوا عشان يشبعوه . 
لكن .... 
ماذا لو فشل الشخص في إنه يلاقي إشباع صحي لاحتياجه الأكبر ده ؟ 
هيصاب بالاحباط ، وهيحاول بطرق كتيرة يدور علي شبع . ممكن يصاحب ناس كتير اوي وعلاقات سطحية عشان الزحمة اللي حواليه تلغوش علي الاحتياج اللي تاعبه . ممكن يدخل في علاقات غير ناضجة وغالبا هتكون علاقات مسيئة ومضرة ولو حتي علي المستوي النفسي . ممكن يكون عنيف في حياته عامة و شخص غاضب ، كأن الغضب هو الصوت المكتوم لاحتياجه المحبط وبيطلع في صورة غضب . ممكن يرمي نفسه في بحر من المشاغل عشان لو فضل فاضي و  لوحده و أدرك بوضوح اد ايه هو محتاج مش هيستحمل ده .و إذا فقد الأمل في الناس ، وفي الشغل والانجازات ، ممكن يلجأ لمواد تدي دوبامين عشان يديله إحساس بالسعادة  ، الأكل ، النوم ، الكحوليات ، المواد المخدرة بأنواعها ، المواد الإباحية .
أي حاجة تدي إحساس بالحميمية ولو كان كاذب . ما أنا جعان و عايز أشبع وخلاص .. 

شئ محزن الحقيقة إني أكون جعان فأروح أدور علي أكل في الزبالة ...
وشئ محزن إني جعان فآكل  حاجة متشبعنيش و تزود علي الم الاحتياج الم الذنب ! 

الصوت الأولاني اللي جوايا كان متذمر علي ربنا ، كأني بلومه علي الاحتياج ده ، أصلك انت اللي عملتني ، فإنت المسئول عن الاحتياج ده وتسديده . 
دايما أسهل حاجة عندي إني أرمي أصابع الإتهام علي الله و ألومه بالكامل علي أي حاجة . 
دايما أسهل حل هو التذمر وإني أشيل من علي نفسي أي مسئولية عن حالي .

بس الصوت التاني جوايا كان بيرد بحزم وبيقول  
أنا عليّ دور إذا كنت بدور علي الحميمية دي ، فهل أنا شخص أصلا يصلح إن الناس تبقي عايزة تقرب منه ؟ ولا أنا شخص بيعور ومش مريح للناس ، شخص استغلالي ومش عايز غير ياخد وبس وعلاقاته كلها محورها أنا وشبعي وبس (نرجسي 
هل أنا شخص علي دراية بنفسه إلي حد ما ، بحيث إنه يقدر يكون واضح للي قدامه ويسهل ليهم يقربوا منه ؟
هل أنا شخص بياخد خطوات لقدام ناحية الناس ولا مستني الكل يبادر وأنا قاعد متجمد ؟
هل أنا شخص بيدور علي الكمال في الناس فبالتالي بيعتبر الكل (لأ دول مش مناسبين ليّ إني أقرب منهم )؟
هل أنا شخص لا يحترم الاختلاف في الشخصيات ومش عايز أقرب غير للي شبهي ؟ ..


ودي كانت جولة من الخناقة ،
و للخناقة بقية ....

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...