لا تكف نفسي عن أنين مستمر قد يخفت أياما و يعلو أياما اخري إلا أنه بطبيعة الحال مستمر لا يهدأ أبدا ..
شعور بعدم الأمان يشتعل بالتزامن مع امور خارجية .. أمراض و موت و ازمات اقتصادية ..
كشعور طفل يتوق لأمان و لا يجده ابدا .. كأنه يشتاق لأم غير موجودة ..
احيانا اعتبر هذا الشعور قلة ايمان ..
ربما اهملت مخدعي
ورحت ألهث وراء مصادر زائفة للأمان بينما نفسي و روحي جائعتان للأمان الحقيقي ..
فألف زجاجة حليب لا تشبع حقا طفل جائع لحضن أمه...قد تشبع جوفه حقا لكن ما يلبث ان يفتقد داخليا ما هو اعمق و أشد من جوع المعدة !
أحيانا أعتبر هذا الشعور طبيعي ..
فستظل نفوسنا جائعة لانه حتي مع اختباراتنا الروحية الأشد .. لا نصل لحالة الشبع الكاملة والراحة الكاملة و التخلص من كل ألم يولده الاحتياج بكل انواعه .. إلا في الابدية ..
بالطبع الأبدية هي ما لا يخطر علي بال إنسان .. إلا أن الكثيرين رجحوا أنها لن تكون مكان بل بالأكثر حالة.
حالة من سكون وهدوء النفس في خالقها ، حيث تمضي كل آلام الوجود في الجسد ، لا سلطان لمرض أو طبيعة ساقطة علي وجه العموم ... حرية مطلقة من كل هذا الفناء ..
حالة من الشبع و عدم القلق حيال احتياج غير مسدد .. لا اعتقد أن كلمة الاحتياج سيكون لها وجود حينئذ ..
ولا حدود مادية لهذه الحالة .. الوقت المادي نفسه سيتلاشي .. هي أبدية لأنها دائمة الي الأبد لا يحدها زمن !
قال أحدهم أن التأمل في الأبدية يرفع أنظارنا من آلام الواقع المنظور
والأبدية حالة . تبدأ هنا و تكتمل بنهاية الأزمنة
يا الله
ساعدني لأتحول من أنين نفسي إليك
ستظل نفوسنا جائعة و تئن بلا راحة أبدا الي أن نبدأ أبديتنا معك ..
يا الله ... ناد قلبي ليبدأ في حالة الأبدية معك
لتستقر نفسي فيك
و ليكن الاحتياج دوما دافعا لأرفع نفسي اليك ، في اتضاع من علم يقينا، و بالتجربة ، أن لا أمان حقيقي إلا فيك
"لقد خلقتنا يا الله لنفسك ، ولسوف تبقى قلوبنا قلقة حتى تجد راحتها فيك"
القديس اغسطينوس