أمر بأيام ثقال . وقد مررت بمثلها قبلا و عبرت سالمة فأحاول أن أطمئنك بأننا نستطيع فعلها ثانية ..
لا أستطيع أن أقول "كوني قوية " و كل ذرة بداخلك تشعر بالوهن
و الاحباط و الانطفاء
أحاول فقط أن أقول " اسمحي لنفسك ان تحزني و انهاري إذا لزم الأمر لكن لا تستقري علي هذا الوضع … لا تستلمي للهوة
المظلمة أن تبتلعك لعمق أسوأ "
أصدقك قولا ، لا أملك إجابات
لا أعرف هل هو أمر نفسي أم روحي ؟
لماذا هجم علينا الاكتئاب فجأة ؟
لماذا تسرب إليك احباط ثقيل بأن لا شئ سيتغير و فقدتي الرغبة في مواصلة المسير
و فقدتي أي رؤية محفزة للمستقبل تشعلين بها محركك لتمضي قدما …
لا أعلم لماذا خرجت الأفكار عن السيطرة و أحاطت بعقلي كسياج عال منيع لا سبيل للفرار من سلبيتها و تكرارها المخيف المكبل ..
و لكن أعلم أنك تحاولين الصراخ من خلفها و مشاركة بعضها مع آخرين
محاولات صغيرة لكن
هذا الأمر يفتح نوافذ تدخل هواءا و نورا لغرفة اشتد ظلامها و قل فيها الهواء و تخنقك بداخلها
حتي و ان لم تخرجي
لكنك تلتقطين أنفاسا
و ترين وميض خافت يذكرك بأن هناك نورا و ان لم تعتاده عيناك لكثرة رؤيتها للظلام فقط
أعلم أنك مازلت حتي هذه اللحظة و علي الرغم من ايمانك بقوة المساعدة الفردية ، مازلت تجدين طلب المساعدة فعل شاق جدا حتي ممن مدوا ايديهم بحب و حنان غمرك قبلا !
مازال كبرياؤك و ربما خجلك و ربما خبرات خذلان سابقة و ربما فكرة ملازمة بأنك تثقلين الآخرين ..
كل هذه الأشياء معا تتكاتف لمنعك من طرق أبواب المساعدة
لكن …
من سيهب لمساعدة صامت لم يصرخ (النجدة ) ؟!
خصوصا إذا برعتي في ابداء مظهر خارجي و أداء عملي لا يستطيع أغلب البشر أن يفرقوا بينه و بين مظهر شخص يعاني ..
أعلم أن أغلب التداريب يشق عليك عملها
لا تستطيعين أن تمارسي الامتنان لما لديك
لا رغبة لديك لتجربة رياضة جديدة
لا تريدين الصلاة و بداخلك تثقل من جهتها و من جهة اخبار الله بنفس الامور التي تتعبك مرات و مرات
لا رغبة لامساك ورقة و قلم و تدوين ما يضج به عقلك من أفكار متكررة تحيطه بهالة من السلبية
أعلم أنك متحيرة و حزينة و غير راضية عن حالتك
لست أعلم علي وجه اليقين كيف سنخرج من هذه الحالة
لكن حدسي يخبرني بأننا سنعبر منها ..
تشددي