هذا الصباح
استيقظت و رأسي مثقلة بعدة أفكار ..
أتممت عامي الثلاثين منذ أيام قليلة
وأنا سعيدة بكوني أكثر حكمة و نضوجا من نسختي القديمة في العشرينات
لكني قلقة ..
أشعر بالخوف من مسئولياتي وما عليّ القيام به و مما انا مزمعة ان اخطو إليه …
ربما لأني باحثة عن الكمال و أريد أن أؤدي كل ما يوكل إليّ علي أقصي قدر من الدقة و الكفاءة
و ربما لأنني أخشي النقد من الآخرين و من نفسي
أو ربما لاعتقادي الدفين المحوري بأن قيمتي تعتمد علي مستوي أدائي و انجازي
و يبدو أن كل هذه الأسباب مترابطة ببعضها بشكل ما و قد يكون السبب هو كلها معا
في صباحات كتلك ، أواجه صعوبة شديدة في تهدئة عقلي لأخذ وقتا هادئا و أجلس مع الله و مع نفسي
اليوم جاهدت لأفعل هذا …
يا الله
انا من يصعب عليها جدا البكاء أمام أحد
وجدت نفسي و تنساب مني دموعي بسبب قلقي المفرط أمامك
أشكرك لانك همست بداخلي بأنك تقدّر انسانيتي و ضعفي
ولا تلومنني
بل بالعكس تريدني أن أختبر انسانيتي بالكامل كما فعلت انت
في شخص يسوع المسيح ..
عندما أعلنت أمامك انني اريد منك قوة
لتعينني علي مواجهة مخاوفي و تحدياتي
تكلمت لي بوضوح تطمئنني :
" القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا "
و أنا أؤمن ان القوة التي أقامت يسوع المسيح من الأموات قادرة ان تعمل في حياتي
و تقيمني من شعوري بالضعف و العجز و صغر النفس
تذكرت موسي و جدعون و ارميا ..
لا اريد ان انظر الي ضعفاتي كما ركّز موسي علي ثقل لسانه
ولا اريد أن أقيّم نفسي بناءً علي معايير الآخرين كما نظر جدعون لنفسه بأنه هو الاصغر في بيت ابيه و عشيرته هي الصغري
ولا اريد أن أقول اني صغيرة السن و مسئولياتي كثيرة عليّ
كما قلت لارميا "لا تقل اني ولد "
كما أقمت يسوع المسيح ورفعته ليجلس عن يمينك في السماويات "فوق كل رياسة و سلطان و قوة و سيادة "
أؤمن انك تستطيع ان ترفعني فوق كل أفكار خاطئة و مشوهة عن نفسي و عن قدراتي
و فوق كل مخاوف تشلني و تصيب حياتي بالجمود و العطب
و تعطل نموي و عملك من خلالي و في داخلي
أؤمن انك (القادر ) و اريد ان أرددها في نفسي كثيرا حتي ينغرس هذا الحق في اعماق كياني و يزيل بنوره ظلام افكاري البالية التي لم يعد لها حق السلطان عليّ و علي تحريك حياتي ..
قل لي يارب و اهمس بداخلي بوضوح
(اني اكون معك )
(قض ٦ :١٦ ) (ار ١ : ٨ )
لأن هذا هو ما طمأن رجالك قديما
وهو ما استند عليه ليطمئنني …
No comments:
Post a Comment