Monday, 18 June 2018

السوشيال ميديا ...فائدة ام ضرر ؟


يبدو أننا أصبحنا نعيش تحت سيطرة (السوشيال ميديا) ، فنحن نشعر بالتهديد إذا ما فاتنا آخر تريند أو خبر هام ، وإذا حدث وتأخرت عن تصفح الأخبار ستجد نفسك ك (الأطرش في الزفة )؛ فتحاول جاهدا استجماع معلومات عن آخر واقعة حدثت وأحدثت ضجة علي صفحات الفيس بوك وتويتر وأنت علي ما يبدو الأمر آخر من يعلم وعليك اللحاق بالركب . لماذا أصبحنا دائما في لهاث مستمر لتتبع كل ما يحدث ، ونشعر بضيق إذا لم نعلم آخر التطورات 
حتي علي صعيد الأمور البسيطة وليس  الأحداث الهامة
نستيقظ صباحا وما أن نفتح أعيننا حتي نجد أيدينا تمتد تلقائيا لتلتقط الهاتف الذكي، وتدخل إلي مواقع التواصل   
الاجتماعي 
وما أكثرها الساعات التي تضيع  بلا فائدة تذكر  أمام الشاشات. وقد كذبوا إذ أسموها مواقع تواصل ؛ فهي في أغلب الأمر أدت إلي  زيادة المسافات بين الناس  . فقد استبدلنا التواصل الطبيعي عن طريق الحوار  والمقابلات -الحوار الكامل بكل عناصره من صوت وصورة ولغة الجسد -  بحوارات إلكترونية مجردة من المشاعر والحياة
مما نعيش فيه في زمن السوشيال ميديا ،  فإننا ندفع أثمانا غالية ، فكثير جدا من الوقت يمضي في تصفح المواقع بدون إستفادة حقيقية ، كما أن الصور والأخبار المنشورة -وكلها تبدو سعيدة ومبهجة - تجبر المرء علي مقارنة حياته بهذه الصور والأخبار ظانا أن أصحابها لابد أن يكونوا سعداء جدا كما يبدو ،  وهو اتعس إنسان علي الأرض -وهذا ليس بالأمر الصحيح -  فتزداد نسبة الاكتئاب بين المتصفحين تبعا لذلك .
وللأسف فالسوشيال ميديا ايضا سوق واسع لكل الأفكار والمعتقدات . تجد العديد والعديد من المنشورات تنادي بأفكار خاطئة ، ومع ذلك تجد كمية هائلة من الاعجابات والمشاركات بهذه المنشورات . الناس يعجبون بصاحبها و يتابعونه باستمرار . وعلي هذا المنوال ، فإنهم يعرضون علي عقولهم الوان من الأفكار الخاطئة التي يقبلها الناس بسهولة تماما بدون فحص أو تمييز . نسبة كبيرة من المتصفحين لا يؤمنون بأهمية الثقافة والقراءة ، فيتخذون من مثل هذه المنشورات مصدر موثوق ويسيرون وراء أفكارها المعروضة أيا كانت ! . توجد مقولة  طريفة ومحزنة في نفس الوقت  تقول (الملحدون هم أكثر وعيا منا بأهمية القراءة ).  كما أن هناك نتيجة سئية للسوشيال ميديا الا وهي الهوس بال(تريند ) أو آخر صيحة سواء كانت في كلمة أو جملة معينة أو كانت في( كوميك )أو في طريقة ملابس أو في سخرية من شخص ما ، كل هذه الأشياء تنتشر كانتشار النار في كومة قش ، بسرعة رهيبة وإقبال رهيب من الناس علي نشر الأمر كما لو كانوا ببغاءات !.  يؤسفني أن الأمر في أحيان كثيرة  يكون ساذجا وتافها ولا يستحق فعلا كل هذه الضجة . يؤسفني تكرار الناس وتقليدهم الأعمي لاي شيء كما لو كانوا بلا تفكير . وبالطبع يتبع هذا الأمر تجريح للأشخاص محل السخرية والإضرار بسمعة البعض بسبب تداول شائعات لا أساس لها من الصحة ، وإثارة الغضب علي آخرين لمجرد عرض الأمر من وجهة نظر واحدة بدون إعطاء فرصة للشخص الموجه إليه النقد أن يدافع عن نفسه أو يبين موقفه . و يلزم الحديث عن  العلاقات العاطفية الغير واعية التي تتم عن طريق هذه المواقع وخصوصا للشباب في سن صغير ، والعلاقات التي تتطور إلي علاقات جنسية واستغلال بل وحتي أبتزاز في بعض الأحيان . 
يبدو أن الإنسان يسئ دائما استخدام ما قد تم اختراعه لفائدته ويحوله للعنة . ليست المواقع الألكترونية في حد ذاتها شر مطلق ينبغي قطع التعامل معه ولكن ما يلزمنا هو الحكمة والتعقل في استخدامها . 

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...