ما من جحيم أفظع من أن تكون علي وشك الانفجار ولكنك تجبر نفسك أن تتصرف عكس ذلك ، ما من جحيم أفظع من الجحيم داخل المرء نفسه . كم من مرة وددت لو تصرخ عاليا وتطلق ذلك الغضب المتأجج بداخلك لكن الصوت أبي أن يخرج . ارتديت قناع الصمت والهدوء وخدعت من حولك بمظهرك ، وكل ما في الأمر أنك لم تجد منطقة آمنة لتعبر فيها عن نفسك وتجد من يفهمك ولا يزدري بغضبك أو يؤنبك عليه أو يعنفك لأنك لا يجب أن تغضب ! وكأنك تمتلك زرا يمكنك من إطفاء ما تريده من المشاعر والابقاء علي غيرها .
كم من مرة وجدت أن الحزن- باختلاف أسبابه- ينهشك من الداخل وودت لو تفضي بأسباب حزنك لمن يتفهمك و لا يقلل من شأن ما يحزنك مهما بدا تافها أو غير مستأهل لكل هذا الحزن .
ليس من السهل أبدا أن نكاشف بعضنا بخبايا نفوسنا ....بأفكارنا الكئيبة وحزننا وما يشعرنا بعدم الأمان . لكنها حقيقتنا ، نفوسنا بدون تزييف . إنها لنعمة من الله من يجد الجو الآمن الصحي الذي يعيش فيه حقيقته بدون ارتداء أقنعة . الجو المريح الذي يستطيع فيه كشف آلامه وأحزانه بدون شفقة مصطنعة أو استماع ما من دافع له سوي الفضول ، بدون استهانة بمشاعره أو لومه عليها ، بدون كلمات وعظ هو في غني عنها ويعلمها جيدا . ربما كان الوقت والتفهم هدية ثمينة جدا لشخص ما في وقت احتياجه للاحتواء ، أثمن من كلام سطحي يكتب له علي مواقع التواصل أو مجاملات سطحية وجمل محفوظة فقدت معناها من فرط استخدامها .
عسي أن ندرك أنه "في ظلامي لا أريح أحد ولا أستريح " ، إنها للأسف حقيقة محزنة ، فمن لا يعبر عن مشاعره بطريقة صحيحة تعبر مشاعره عن نفسها فهي لا تستطيع أن تظل مكبوتة ، وهنا نجد الانفعالات الشديدة ، الاكتئاب الشديد وخلافهما من مظاهر انفجار المشاعر المكبوتة ..
عسي ألا يترك الله أحدا يبتلع من حزنه...
عسي أن يعطينا الله شجاعة البوح والمكاشفة
عسي أن نجد راحة لنفوسنا في وقت حزننا وضعفنا ونكون موضع راحة لآخرين أيضا
No comments:
Post a Comment