ذلك الشعور الرائع الغريب الذي تشعر به حينما يمسك طفل صغير بإصبعك ، حينما تسبح عيناك في عينيه، ويطيل النظر إليك بعينين واسعتين تملؤهما النقاوة و البراءة . حينما يبتسم لك فيفرح قلبك وكأنك ظفرت بنصر صغير لكل محاولاتك لجعله يضحك . الأصوات المضحكة السخيفة التي تصدرها ، التحدث بلهجة طفولية ، كل الحركات التي تعرفها أوتبتكرها وقتها .
شئ من الحنين إلي الماضي يتملكني كلما رأيت طفلا . وكأن طفلي الداخلي يشتاق لهذا الوقت عندما كنت طفلة لا يهمها شئ في هذه الحياة سوي الطعام والنوم واللعب . أشتاق لذلك الوقت الذي كنت أحمل فيه و يعتني بي وكنت محور الاهتمام طوال الوقت . وكأن جزءا مني يغار سرا من هذا الطفل .يوما قرأت لشخص كان يستمتع بمشاهدة أطفاله أثناء نومهم بسلام، ويشاهد حركة قفصهم الصدري صعودا وهبوطا أثناء نومهم ، واصفا حاله من الحب والشغف الذي يحمله في قلبه لأبنائه ، وقال أنه يفكر في أن الله يستمتع ويتلذذ بنا كما يستمتع هو بمراقبة أطفاله ويشهد نموهم يوما فيوما أمام عينيه .ليتني أدرك عمق محبة الله وأبوته لي . وأدرك أنه مهما مر بنا الزمان فنحن أطفاله المحمولين علي ذراعيه ، وكما أن الطفل يرغب دائما -كلما كبر قليلا- أن يستقل ويؤدي أموره بنفسه ، هكذا نحن أيضا بجهل وبعناد أحيانا ، نبتعد عنه ونريد أن نمسك زمام الأمور ولا نترك له القيادة . لكننا نبقي أبناؤه مهما حدث . نخطئ ونبتعد ونسقط ونجرح و نتعبه بأخطائنا المتكررة وبجهلنا وعنادنا، لكن يظل الأب ابا ويظل حبه ثابتا لا يتغير .
No comments:
Post a Comment