Saturday, 21 July 2018

الحب الأبوي



ذلك الشعور الرائع الغريب الذي تشعر به حينما يمسك طفل  صغير بإصبعك ، حينما تسبح عيناك في عينيه، ويطيل النظر إليك بعينين واسعتين تملؤهما النقاوة و البراءة . حينما يبتسم لك فيفرح قلبك وكأنك ظفرت بنصر صغير لكل محاولاتك لجعله يضحك . الأصوات المضحكة السخيفة التي تصدرها ، التحدث بلهجة طفولية ، كل الحركات التي تعرفها أوتبتكرها وقتها . 
شئ من الحنين إلي الماضي يتملكني  كلما رأيت طفلا . وكأن طفلي الداخلي يشتاق لهذا الوقت عندما كنت طفلة لا يهمها شئ في هذه الحياة سوي الطعام والنوم واللعب . أشتاق لذلك الوقت الذي كنت أحمل فيه و يعتني بي وكنت محور الاهتمام طوال الوقت . وكأن جزءا مني يغار سرا من هذا الطفل .يوما قرأت لشخص كان يستمتع بمشاهدة أطفاله أثناء نومهم بسلام، ويشاهد حركة  قفصهم الصدري صعودا وهبوطا أثناء نومهم ، واصفا حاله من الحب والشغف الذي يحمله في قلبه لأبنائه ،   وقال أنه يفكر في أن الله يستمتع ويتلذذ  بنا كما يستمتع هو بمراقبة أطفاله  ويشهد نموهم يوما فيوما أمام عينيه  .ليتني  أدرك عمق محبة الله وأبوته لي . وأدرك أنه مهما مر بنا الزمان فنحن أطفاله المحمولين علي ذراعيه ، وكما أن الطفل يرغب دائما -كلما كبر قليلا- أن يستقل ويؤدي أموره بنفسه ، هكذا نحن أيضا بجهل وبعناد أحيانا ، نبتعد عنه ونريد أن نمسك زمام الأمور ولا نترك له القيادة . لكننا نبقي أبناؤه مهما حدث . نخطئ ونبتعد ونسقط ونجرح و نتعبه بأخطائنا المتكررة وبجهلنا وعنادنا، لكن يظل الأب ابا ويظل حبه ثابتا لا يتغير .

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...