Thursday, 23 August 2018

العمق

أتدري ما يخيفني ؟ أحيانا كثيرة أكاد أختنق من السباحة علي السطح، العمق يغريني ، لكني كلما تعمقت رأيت من هم علي السطح لكنهم لا يرونني ، ولا يشعرون بوجودي ، ربما عدت مرة أخري لأني أردت صحبة ، لكني أكون معهم ولكن لا أستطيع أن أصحبهم إلي عمقي . لقد اتهموني  بالغرور  ، الانطوائية ، الغرابة  ، وصفات أخري كثيرة ، لكني لم أكن يوما هكذا مع من شاركني في عمقي .
العمق مخيف ، لأنك تستكشفه وحيدا ، ثم لا تلبث أن تريد صحبة لكن صحبتك القديمة لا تشبعك بعد الآن .
ربما تمكنت من رؤية أمور آخرين بأكثر وضوح ، لكن ماذا عن أمورك أنت ... هل تمكنوا هم من رؤيتها حتي أعماقها ، هل تمكنوا من الغوص معك ومشاركتك فيها ؟
شئ ما في أعماقك يتوق للعناق ، شئ ما أعمق من أن تستطيع جعلهم إدراكه  ...
 أنهم يؤلمونك دون دراية ..
لكن شئ ما في داخلك ، يخبرك أن الأمر يستحق العناء ، أنك في سعيك نحو العمق تتجدد ، تنفتح عينيك علي أنوار جديدة ، وتبصر نفسك عوالم جديدة . 
انك تعرف نفسك أكثر ، وتعرف الآخرين أكثر تباعا . 
انك تصبح أكثر حساسية لآلام الآخرين ، ربما لم تختبر كل آلامهم ، لكنك تستطيع -ولو قليلا- أن تدرك ما يشعرون به وتشاركهم به .
شئ ما بداخلي يخبرني أن العمق مؤلم ومخيف ، لكنه يستحق .

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...