Monday, 24 September 2018

تشددي



...عزيزتي القوية
دعيتك بهذا لأني أعلم أنك لطالما كنتي هكذا ، فتشددي .
 لم تكوني هكذا بدون لحظات ضعفك ، فافتخري بها .
لا تتعجلي رحيل الحزن عزيزتي ، فهو ضيف ثقيل ، يطيل البقاء ، يثقل الروح  ، يسلبك الطاقة والحماس للحياة ،  لكن لا تتعجلي بطرده بشتي طرق الهروب السريعة ، كمن أدمن المسكنات فلم يعط فرصة لجسمه لتحمل أقل الآلام  . اشعري بالحزن ، ابكي ، اسكبي أفكارك في دفترك ، ودعي الحزن ينمي صبرك . دعيه يشعرك بضعفك أمامه وبحاجتك لقوة أكبر منك ومنه . دعيه يعلمك أن الدنيا فانية ، ويجعلك شاكرة أننا لن نظل فيها للأبد . دعيه يكسبك حكمة ، ويجعلك تنظرين للأمور من نافذة أعلي . دعيه يشكلك شخصا أعمق ،وأكثر حساسية بالآخرين . دعيه يجعلك تعي  جيدا شعور الفرح والسعادة ؛ فلولا وجود الشئ ما عرفنا معني عكسه . دعيه يجعلك تفحصين نفسك عن قرب أكثر .  استمعي جيدا لنفسك في وجوده ، استمعي لأفكارك وتحاوري معها ، لا تنتظري أن ينتشلك أحد من حزنك  . قفي وواجهي ، استغيثي بمن يساعدك علي الخروج منه لكن قاومي . لا تكوني كمن كان علي وشك الغرق فنادي بصوت ثم ترك نفسه للأمواج بلا أدني مقاومة . 
وعلي أن أنبهك عزيزتي ، إياكي أن تدمنيه ، لا تتعجبي من تحذيري هذا ، فعلي الرغم من غرابة الفكرة ، إلا أنها حقيقية . يحدث أن ندمن أحزاننا ونحبس أنفسنا فيها بأيدينا . أنت من تسجينن نفسك أحيانا كثيرة بأفكارك ، وتغرقين في رثاء نفسك . كوني واعية بهذا وانتبهي . خذي وقتك في حزنك لكن لا تطيلي البقاء فيه أكثر من اللازم ! . أدرك صعوبة هذا ، وأدرك معاناتك ومعركتك التي لا تنتهي مع حزنك . لكني عهدتك مثابرة . تشددي فأنت 
لست بمفردك
 ..... 

Sunday, 23 September 2018

انت بتفرق ...





اللي صورك الصورة الحلوة وتعب لحد ما
 جابلك لقطة كويسة ،  المؤلف والمخرج والسيناريست اللي من غيرهم ما كانش العمل الفني هيكون ليه قصة أو وجود أصلا .اللي اشتغلوا ورا الكواليس يظبطوا كل التفاصيل اللي فرقت .اللي كتب كلمات الغنوة اللي امتعتك وكلامها أثر فيك . اللي  وقفوا في ضهرك وشجعوك وهما اللي كانوا موجودين وقت ما وقعت وفقدت الأمل في كل حاجة ، وهما بردو اللي وقفوا أول ناس يسقفولك لما نجحت. اللي ادولك إلهام عشان تعرف تعمل اللي عملته بالجمال ده ومحدش عرف هما مين ولا كانوا ظاهرين في الصورة . 
تصدق إن دول هما الأبطال بجد ، الجنود المجهولين .
متتضايقش لو عملت حاجة مش ظاهرة اوي قدام الناس ولا بانت لحد ؛ لأن أوقات العمل الصغير واللي مش باين ده بيكون هو السبب في الحاجة الكبيرة اللي أثرت في ناس كتير . 
كل حاجة عملتها عشان تفرح حد أو تشجعه أو تديله إلهام أو تسنده وقت ضعفه كل الحاجات ديه مش قليلة ابدا ،  حتي لو كانت مجرد كلام قليل  أو طبطبة أو حضن أو مكالمة او زيارة ، حتي لو كنت مكلمتهوش خالص لكن صليت عشانه .
اللي بتعمله بيفرق اوي ، خصوصا لو كان دافعه حب صادق وعملته من قلبك مش متضرر ولا مزقوق من حد عشان تعمله ولا بدافع الواجب أو الشفقة أو أنك ترضي عن نفسك وتمدح ذاتك .
أوقات بنتعامل مع الناس من بعيد بحجة ( هو انا هقدر أعملهم إيه يعني ؟) ؛ أنا اكتشفت إني بعمل كده ، زي اللي بيطلبوا مساعدة في الشوارع ، (جعان يا أبلة إديني حاجة ) ، (محتاج أجيب علاج ...اي حاجة لله ) ، (ساعديني ابني تعبان ...) والجمل مبتخلصش والأتعاب كتير ... 
أنا أوقات كتير بفكر ، يعني الفكة اللي هديهالهم ديه هتعمل إيه يعني ؟ هتفرق في إيه ديه حالتهم كرب خالص ... الفكرة هي مش في أد إيه بندي علي قد ما الفكرة في العطاء نفسه ، 
شوفوا قد إيه حوالينا جعانين حب ، جعانين اهتمام وبينادوا بس من غير صوت ، الاهتمام الصغير اللي هتوريه ليهم هيفرق ، خروجك بره نفسك شوية و انك تاخد وقت تتكلم مع حد محتاج يتسمع هيفرق ، حتي لو مش هتحل مشاكله ، ربنا هو اللي بيحل المشاكل مش احنا ، احنا بس بنسند بعض ، بنهون علي بعض ، وبنقوي بعض ، ونفكرهم إنهم مش لوحدهم .... 

Friday, 7 September 2018

الرقص علي أنغام الألم ..




هناك مكان مظلم في طريق نموك ، لا أحد
يستطيع أن يدخل معك فيه ، حتي هؤلاء الذين استطاعوا احتواء ألمك قبلا ، هناك عمق لا يستطيعون أن يشاركونك به . إنه وقتك وحدك  مع عالم أفكارك  ومع معاركك . 
هناك يقين يخبرني أن الظلام ليس هو الحال الدائم ،  حتي الشمس تثبت لنا كل صباح أن النور آت لا محالة. و علي الجانب الآخر  ، هناك خوف يتربص بي من كل ناحية كلما حاولت الهرب . يحاصرني لأبقي في هذا الظلام . 
لقد اعتدت أن الأمور تتغير دوما ، لكن يطول الوقت في مرات ، حتي أني لا أدري ماذا أفعل . أحيانا أرفع عيناي إلي فوق وأتوجه بالحديث إلي الله لأقول له 
(أعلم أنك تعلم ... لكني تعبت ) 
 تلك الألعاب التي انتشرت مؤخرا ، غرف الهروب التي يضعون فيها اللاعبين في مغامرات وأحيانا في مشاهد رعب ويختبرون قدرتهم علي الصمود والخروج من الغرفة . إنها تذكرني بما أنا فيه ، لكن ما من باب للهروب مما أنا فيه ، لقد فقدت الحماس مرارا واستسلمت ليأسي وهربت ، لكن كانت كل محاولاتي للهروب عابثة لا تجدي نفعا
 يا الله ، اريد بريقا من نور وسط هذا الظلام ، يعطيني دافعا لأكمل ... 
أريد قوة منك للمواجهة ...أريد معني لكل هذا
صرخات أبت أن تخرج مسموعة لروح مثقلة ...
روح تمنت لو تعلمت فن الرقص علي أنغام الألم، والحيرة والاحباطات ، والتساؤلات الغير مجابة ، والمشاعر المضطربة ، وأوقات الوحدة  والشك ، والارتباك
 (ليتك تعلمني أن أغني حتي في أكثر أوقاتي ظلاما ) .

Tuesday, 4 September 2018

أين أنت .. ؟

أين أنت ؟! .....لماذا لا تفعل شيئا ؟ ...أما يهمك أمرنا ؟
 هل أنت راض عن هذا الألم ... هذه الدموع التي تأبي أن تجف ؟ ...لماذا أنا ؟!  لماذا يحدث هذا لي ؟! 
ماذا فعلت لأستحق كل هذا منك ؟! .....
كثيرة شكايتنا عليك  يا الله ، أراها كل يوم تقريبا ، وأساهم فيها .. 
إننا نجد أنفسنا عاجزين أمام أسئلتنا الكثيرة التي توجع رؤؤسنا ...وتسلبنا سلامنا   .....
صغار السن الذين يموتون في ظروف غريبة ، أمراض أحبائنا ، التفجيرات ، الحوادث ، الكوارث الطبيعية ، الجرائم البشعة التي تحدث كل يوم ....  وصرخة بداخل قلوب الكثيرين ، ربما أبت أن تصدح عالية ، لكنها موجودة ..(أين أنت من كل هذا  )
 كم من أنفس أعياها البحث دون جدوي عن إجابات ، عن تفسيرات منطقية 
كم من أرواح أثقلها الألم و أعجزها اليأس والكآبة 
علك تعطينا هذا الإيمان الحي الذي يحركنا للإستمرار في المسير ، علي الرغم من كل عوائق الفكر لدينا 
علك تعلمنا كيف نري ما هو أبعد مما نراه بأعيننا 

علنا نكون أبناء إبراهيم حقا.... 


صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...