أن أدنيك مني و أخبرك بما بداخلي ، هو أن آخذك بجولة قصيرة في أكثر الأماكن صخبا بالنسبة لي ، إنها رأسي .هو أن أخفض أسواري التي أحطت بها نفسي وأعلن أنني أستأمنك علي ما بالداخل . هو أن أجعلك تري الكون من خلال عيني . هو أن أدنيك من أكثر مواطن ضعفي وألمي وأجعلك تري ندوبي وجروحي الغير ملتئمة. هو تحدي بالنسبة لي ، لأنني أخاطر بأن أثق بك . أخاطر بمشاركة ما يؤلمني وبأن تراني ضعيفة .ربما هذا هو ما يؤلم بعد انتهاء العلاقات ، نشعر وكأننا خسرنا شيئا ما ، كسرنا حواجز الذات ورحبنا بهم بداخلنا ولكن انتهي الأمر .
لكن زوار ذواتنا لا يتركونها بلا أثر . بعض الآثار مؤلمة لدي البعض في صورة جروح ناتجة عن إساءات أوتشوهات نفسية لدي أولئك الذين اقتربوا منهم ، لكنها لدي البعض الآخر ، زهور ملونة . أولئك الذين مروا بحياتنا وأثروها ، بحبهم ، بتشجيعهم ،بإلهامهم لنا . أولئك الذين ربما لم ندرك كم نحن مدينون لهم إلا بعد رحيلهم . أولئك الذين لم نقدم لهم الشكر الكافي .
دائما أشعر بأنني أحمل كل من قابلتهم قبلا بداخلي بدرجات متفاوتة ، تبعا لدرجة قربي منهم . فأبي يعيش بداخلي بكل ما علمه لي . أمي تعيش بداخلي بنصائحها . أحمل أخواتي وأخي بداخلي . كل منهم بمشهد زاه محفور في ذاكرتي دونا عن غيره . جدتي ، عمتي ، معلمي ، زملائي ، ... أحمل الكل بداخلي .
أريد بدوري أن أكون أثرا طيبا بداخل من أمر بهم في الحياة .
زائرا كنت أو تنوي الإقامة ، فعليك أن تقدر جيدا تلك الأرواح التي تمر بها ، تلك المسئولية التي تقع عليك حين يدنيك أحدهم منه ويستأمنك علي دواخله .