Saturday, 13 October 2018

رسالة إلي بطل



يؤلمني ألمك ، يؤلمني تحملك الصامت له مع إعجابي الخفي بقوتك وتسليمك وتصالحك مع الألم الذي لابد منه  ،يؤلمني أنك تفضل أن تتألم بمفردك ولا تطلع من حولك علي حقيقة ما تشعر به بالكامل وما يدور برأسك بالكامل . أعلم أنك تفعل هذا بدافع الحب ، فأنت لا تريد أن تشغل بال من حولك وتقلقهم ، لكنني أتألم لك بغير أن أبوح أنا أيضا ، وحتي لو لم أستطع أن أزيح عنك ألمك لكنني أردت أن أكون موجودة بجوارك فيه ، أربت علي يدك وأمسكها لأذكرك بأنني هنا واخترت بإرادتي أن أكون هنا من أجلك . تؤلمني رؤيتك في موضع ضعف ، بعد أن اعتدت أن أراك قويا 
 تؤلمني مراقبة ضعفك تدريجيا وأتذكر  أنه الخريف . ما يؤلمنا وقتها ليس تساقط الأوراق لكن ترقبنا اصفرارها وذبولها يوما بعد يوم . سقوطها عن الشجر هو  المرحلة الأخيرة . يؤلمني أن الخريف قد بدأ ، لكنني لا أستطيع إيقاف الزمن مع أنني أحيانا كثيرة أتمني هذا . لقد أوصيت الله عليك ، مع علمي أنها سذاجة أن أوصي الأب علي أولاده . لقد طمأنت نفسي بأنك بين يديه الأمينة الآمنة ، وما من أمان يمكنني أن أستمده من أي حقيقة أخري . لقد طلبت من أجلك ومن أجلي وطلبتي الكبري كانت السلام الداخلي .
رأيت ندبك الأخير ولأنني قد عشت معك التجربة كلها أدركت الآن قيمة الندوب . هي علامة مختذلة لتجارب طويلة مؤلمة . لاحظت أن لديك ندوب أخري وتخيلت التجارب المصاحبة لكل منها . لقد شهدت الكثير من التجارب  وأصبحت أيقونتي ومثلي الأعلي في الاحتمال والصبر . لقد علمتني الشكر أيضا ؛ فقد اعتدت أن تشكر الله كثيرا حينما سألك الناس عن حالك في الفترة الأخيرة . انك دليل حي أن الأوجاع تقوينا . أن الحياة تستمر . أن الندوب هي آثار معارك انتصرنا فيها وكبرنا نفسيا ووجدانيا . لك في داخلي إعجاب كبير  . أنت بطل . 

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...