Friday, 30 November 2018

ليت لي إيمان الطفلة آنذاك ...




ها أنا أقف أمامك خجلي ، من ازدواجيتي  
أعلم الأطفال عنك ، كيف أنك أشبعت جموعا بخمسة خبزات وسمكتين ، ثم أهتم أنا بشبع ذاتي وأقلق بشأنه ، وأمضي حزينة ، جائعة ، مرة النفس ! .. أحكي لهم عن المسيح الذي جاء لتلاميذه ماشيا علي المياه وهم معذبين وسط الأمواج ، حتي أنه أمر بطرس فصار يمشي هو أيضا علي الماء، طالما ثبت أنظاره 
عليك ،وبمجرد أن خاف ، صار يغرق

 أخبرهم أننا مثله ، فقد نكون علي عهد بمعجزاتك ، ولمسناها فعلا في حياتنا ، لكن نسمح للخوف أن يطغي علينا وقت الخطر ، فبطرس كان حاضرا عندما باركت الخبزات والسمكتين ، شاهد بعينيه وأمسك بيديه الطعام الذي باركته ليوزع علي الجموع . وأنا شاهدتك بعيني ولمستك يداي بما فعلته معي قبلا ، لمست رعايتك ، و معجزاتك ، وتدخلاتك العجيبة . لكنني كبطرس خائفة ، مثله أشك وأنظر تحت قدماي و أتطلع حولي لهذا البحر الهائج من حولي ، يبتلع خوفي إيماني ، لكن من غرقي أصرخ ، ألتمس من أبوتك الحانية أن تسامحني ، ألتمس من عنايتك الإلهية أن ترأف بي

 سألتهم عما يخيفهم ، كم أضحكتني إجاباتهم وقتها ، أجابت إحداهن أنها تخاف الكلاب ، وآخر أنه يخاف العفاريت ! ، وآخر أنه يخاف الجنية التي تخطف الأطفال وتمتص الدماء !! 
علي الرغم من مخاوفهم الطفولية التي كانت تضحكني وكانت غير منطقية بشكل كبير بالنسبة لي ، إلا أنه الخوف ، لكل منا مخاوفه علي اختلافها باختلاف شخصياتنا و خلفياتنا و مدي ثقافتنا . 
  أرجعوني لفكرة طفولية كانت قد اندثرت في ذاكرتي ! أخبرتهم أن لكل منا ملاك حارس وأنك توصي ملائكتك بنا ، فلا الكلب ، ولا الجنية ولا العفريت يستطيعوا أن يلحقوا بهم أي ضرر . أخبرتهم أن يصلوا ، أن يصرخوا ، كما صرخ تلاميذك عليك وهم في وسط البحر . 
أخبرتهم ولكنني في الحقيقة كنت أخبر نفسي أولا . لقد كانت كلماتي تؤنبني وتنخس قلبي 
تذكرت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تخاف الظلام كثيرا ، وكيف كنت أعبر قبو منزلنا المظلم ممسكة بصليب خشبي صغير ، كبرت وكبرت مخاوفي معي 
لكن ليت لي إيمان الطفلة آنذاك ... 
دعني أسمعها منك  
"تشجعي ، أنا هو لا تخافي " 
تخاطبني أنا ، كما خاطبت تلاميذك وقتها  
لأنك هو هو أمسا واليوم وإلي الأبد 
ذكرني اليوم ، وكل يوم ، انك أكبر وأعظم من أكثر شئ يخيفني ، بأنك ضابط الكل ، هذا العالم كله في قبضة يدك ، أنت السيد ، حتي 
علي خوفي.. 
ولنمشي فوقه سويا ..

Friday, 16 November 2018

ماذا بعد ...؟!


يا من تسكن أحلام يقظتي ، فأنت الساكن معي الغائب عن واقعي ! أنت من اختلقته وأحببته ، وفي النهاية أحببت الوهم ! ، أنت أمنياتي الغير مرئية ، أحلامي التي لم أدركها . الحضن الذي لم أشعر يوما بدفئه لكن دفأتني فكرة وجوده . 
أنت إعجابي الأول ، لكنني تلاعبت في تفاصيله وتفاصيل قصتنا ، أجريت تعديلات لم يكن الواقع ليسمح لي أبدا بأن أجريها، لكنني غافلته وفعلتها. كان علي أن أفعل شيئا لقلبي الباكي وروحي التي أوحشتها وحدتها  . 
تبا للحياة الغير عادلة ، التي تجبرنا أن نخسر ونضحي في كل اختياراتنا . تبا لطرق اخترناها ولم نكن نعلم أن التيه ينتظرنا في منتصفها ، فلا سبيل لنعود أدراجنا ، وكل ما ينتظرنا هو مجهول،علينا أن نقابله بصدر رحب ، مؤهلين أنفسنا لخيارات أصعب ، ومفترقات طرق محيرة ، وخسارات وتضحيات مع كل قرار . 
أحيانا أشعر بسخط شديد علي هذه الحياة الغير عادلة ، وأحيانا أخري أفكر أن كونها غير عادلة بالنسبة للكل قد يخفف عني قليلا . 
أحيانا كثيرة أشعر أنك معي ولكنك لست معي . أنت تحيا في داخلي ، كفكرة لامعة تأبي أن تخمد أبدا. كتلك القطع من كتبي المفضلة التي أكاد أشعر أنها حفرت في ذاكرتي ، وتعيد بعث نفسها في مواقف مختلفة .  حقا إنك كشخصية روائية اختلقتها ووقعت في حبها . فدارت الأحداث وتوالت الفصول ... 
تري... ماذا بعد ... ؟!

Sunday, 11 November 2018

لا ترفع الراية البيضاء




سيأتي الوقت الذي تقتنع فيه أنك لا تحتاج أن تثبت شيئا لأحد سوي لنفسك  ، لا تحتاج لأن يصدقوا علي كونك ناجحا ،أو  كونك أديت الأمر بشكل جيد بما فيه الكفاية ، ليس لأنك سئ ، وليس لأنهم سيئين ، لكنهم لا يعرفون ما هو الكفاية ، وكأنهم وضعوا أمامك هدفا غامضا فسعيت  بكل جهدك لتصل إليه  ولكن لم تبلغه أبدا .. لا يدرون محاولاتك الكثيرة ، لا يدرون بالألم الذي جزت فيه ، بأنهم ظلوا يخبرونك انك لست جيدا بما فيه الكفاية مع أنك كنت تبلي بلاءا حسنا . فعلت افضل ما يمكنك فعله في الحقيقة . 
سيأتي الوقت الذي تدرك فيه أن الحكام يتغيرون ، فحمدا لله علي ذلك ، وأنت من تقرر ذلك . ستدرك أنك أنت من له الحق في وضع القواعد والمعايير التي تحكم من خلالها . سيأتي وقت ستعرف فيه من يستحق أن تستمع له حقا ومن ستسمع كلامه كأنك لم تسمعه  . ستغضب وستعاني حينما تعلو أصواتهم بداخلك وتصدها أصوات العقل والحكمة في الإتجاه المعاكس ، سيغدو الصراع بداخلك جحيما . لا بأس ، ستنجو  منه . أهم شئ هو : لا ترفع الراية البيضاء أبدا  . لا تقبل كل ما يقال عنك ، لا ترضي بأن تكون دائما تحت تهديد تقييمهم  . فمن أجلك انت ، لا تكف أبدا عن التحرك .
لا تكف أبدا عن المقاومة لكل ما يعوقك عن الاستمرار في المضي قدما .
   

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...