ها أنا أقف أمامك خجلي ، من ازدواجيتي
أعلم الأطفال عنك ، كيف أنك أشبعت جموعا بخمسة خبزات وسمكتين ، ثم أهتم أنا بشبع ذاتي وأقلق بشأنه ، وأمضي حزينة ، جائعة ، مرة النفس ! .. أحكي لهم عن المسيح الذي جاء لتلاميذه ماشيا علي المياه وهم معذبين وسط الأمواج ، حتي أنه أمر بطرس فصار يمشي هو أيضا علي الماء، طالما ثبت أنظاره
عليك ،وبمجرد أن خاف ، صار يغرق
أخبرهم أننا مثله ، فقد نكون علي عهد بمعجزاتك ، ولمسناها فعلا في حياتنا ، لكن نسمح للخوف أن يطغي علينا وقت الخطر ، فبطرس كان حاضرا عندما باركت الخبزات والسمكتين ، شاهد بعينيه وأمسك بيديه الطعام الذي باركته ليوزع علي الجموع . وأنا شاهدتك بعيني ولمستك يداي بما فعلته معي قبلا ، لمست رعايتك ، و معجزاتك ، وتدخلاتك العجيبة . لكنني كبطرس خائفة ، مثله أشك وأنظر تحت قدماي و أتطلع حولي لهذا البحر الهائج من حولي ، يبتلع خوفي إيماني ، لكن من غرقي أصرخ ، ألتمس من أبوتك الحانية أن تسامحني ، ألتمس من عنايتك الإلهية أن ترأف بي
سألتهم عما يخيفهم ، كم أضحكتني إجاباتهم وقتها ، أجابت إحداهن أنها تخاف الكلاب ، وآخر أنه يخاف العفاريت ! ، وآخر أنه يخاف الجنية التي تخطف الأطفال وتمتص الدماء !!
علي الرغم من مخاوفهم الطفولية التي كانت تضحكني وكانت غير منطقية بشكل كبير بالنسبة لي ، إلا أنه الخوف ، لكل منا مخاوفه علي اختلافها باختلاف شخصياتنا و خلفياتنا و مدي ثقافتنا .
أرجعوني لفكرة طفولية كانت قد اندثرت في ذاكرتي ! أخبرتهم أن لكل منا ملاك حارس وأنك توصي ملائكتك بنا ، فلا الكلب ، ولا الجنية ولا العفريت يستطيعوا أن يلحقوا بهم أي ضرر . أخبرتهم أن يصلوا ، أن يصرخوا ، كما صرخ تلاميذك عليك وهم في وسط البحر .
أخبرتهم ولكنني في الحقيقة كنت أخبر نفسي أولا . لقد كانت كلماتي تؤنبني وتنخس قلبي
تذكرت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تخاف الظلام كثيرا ، وكيف كنت أعبر قبو منزلنا المظلم ممسكة بصليب خشبي صغير ، كبرت وكبرت مخاوفي معي
لكن ليت لي إيمان الطفلة آنذاك ...
دعني أسمعها منك
"تشجعي ، أنا هو لا تخافي "
تخاطبني أنا ، كما خاطبت تلاميذك وقتها
لأنك هو هو أمسا واليوم وإلي الأبد
ذكرني اليوم ، وكل يوم ، انك أكبر وأعظم من أكثر شئ يخيفني ، بأنك ضابط الكل ، هذا العالم كله في قبضة يدك ، أنت السيد ، حتي
علي خوفي..
ولنمشي فوقه سويا ..
No comments:
Post a Comment