Sunday, 2 December 2018

تلك الغيمة



كان كل شئ جيدا ، ليس علي أكمل وجه، فقد
 فقدت الأمل أن تكون الأمور علي أكمل وجه أبدا . وفجأة ، لاحت غيمة شديدة السواد في الأفق . اظلم كل شئ معها . غدت اللوحة بلا ألوان ، والحياة بلا حياة ! 
ويل لي من عقلي الذي ينهشني طيلة اليوم .ويل لي من تلك المتاهة المسماة" الحياة " ، نظل نسير في طرق لا ندري نهاياتها ، وتتحرك بنا المتاهة وتتيهنا أكثر ، تتغير طرقنا و تتشابك ، نختلف كثيرا عن بعضنا ولكن ربما كان وجه الشبه بيننا هو  تيهنا بها . 
لم تكن هذه أول مرة لي لأواجه تلك  الغيمة ، وأعلم يقينا أنها لن تكون الأخيرة . 
كنت أقلب في صفحات أجندتي ، وجدتني تاركة قصاصات منذ أكثر من شهر تصف كيف كنت حزينة . لقد تعمق الحزن وتغلغل في كياني يا الله حتي أنني أصبحت لا أدري هل يمكنني حقا الفرار منه ؟! ، كيف يمكن للمرء أن يهرب مما هو بداخله ! ينتابني اليأس كلما فكرت في وعودك عن الفرح والسلام اللذين لا يستطيع العالم أن يعطي مثلهما ، لماذا لا أذوقهما ؟!   لماذا لا يتأصلان بداخلي بدلا من هذا الحزن . 
أشعر بأنني روح عجوز تسكن في جسد شابة . 
تلك الكتب التي أغرقت نفسي بينها ، علي الرغم من أنها تغذي عقلي و تجعله أكثر اتساعا ، إلا أنها تدخلني في عمق من الوعي مظلم ، ومخيف.  ربما هذا ما قصده سليمان النبي حين كتب "من يزدد علما  ، يزدد غما " ! .وقتها بدلا من أن اسعي نحو الأعماق فحسب ،  علي أن أوجه نظري لأبسط الأشياء ، واكون شاكرة عليها ، وأتخذها أسبابا للفرح . علي أن أذكر نفسي أن انجازاتي الصغيرة خلال اليوم تستحق الاحتفال والفرح . علي أن افرح نفسي  بالمواقف الصغيرة خلال اليوم وأجبر نفسي أن أتوقف عندها . علي أن أخرج خارج دائرة نفسي المظلمة ، وأتحرك بعيدا عن هذا المجال المغناطيسي لذاتي . علي أن أوقف نفسي عن الدوران في فلك ذاتي. علينا أن نعيش الحياة لهدف اكبر من ذواتنا . 
إلي أن يقودني الله لهذا الهدف ، سأظل أثابر وأحاول من جديد . فيبدو أنني سأظل في معركتي مع حزني لأمد لا أعلمه  . فيا الله ، أخرجني منها منتصرة وليس منكسرة ...

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...