Monday, 25 May 2020
رسائل لم ترسل أبدا 1
Monday, 18 May 2020
في حب الكتب
أحببت
الكتب منذ الصغر . نشأت علي قصص المكتبة الخضراء المثيرة التي أمتعت مخيلتي
وأثرتها .
لطالما
كنت طفلة حالمة ، تنسج ألوانا من المشاهد في مخيلتها و تلهو في عالمها المرسوم
بفرشاة الخيال . كبرت وكبرت الطفلة الحالمة معي كذلك . صحيح أنها صدمت بالواقع ، و
أصبحت أكثر تمييزا للخط الفاصل العريض بين ما هو حلم وما هو واقع ، إلا أنها ما
زلت بداخلي ، تحلم من آن لآخر .
أدركت أن علي أن أحب هذا الجزء مني ؛ فهو علي الأقل ينبض
بالحياة أكثر من غيره ! ، وهو ضروري ؛ لأنه علي الرغم من تباعد الحلم والواقع ،
إلا أن الكثير من الأشياء في الواقع كانت في بدايتها حلما أو فكرة في رأس أحدهم ،
وتحولت إلي واقع.
وبالعودة
للحديث عن الكتب ، لقد وقعت في حب القراءة عندما كبرت . حقا إن الكتاب جليس جيد ،
يؤنس الوحدة ، ويروي الشغف للمعرفة ، ينير العقل ، ويهدم حصونا من الجهل والأفكار
المشوهة بداخلنا . كما أن المعرفة من المتع المقلل
من قيمتها أمام متع أخري قد تكون أسهل ، كمشاهدة التلفاز.
بالقراءة
نعيش حيوات مختلفة ، فأنت تقرأ خبرات كاتب
ورؤيته للحياة ، وكلما قرأت ، كلما عشت حيوات كتاب
كثيرين ، ورأيت الحياة من
منظور كل منهم
يقول العقاد : " القراءة وحدها هي التي تعطي الانسان الواحد أكثر من حياة واحدة . لأنها تزيد هذه الحياة عمقا
وان كانت لا تطيلها بمقدار الحساب "
وقد
لاحظت أن كتابا تؤلمك قراءته هو كتاب يستحق القراءة فعلا ! . الوعي بمشاكلنا
الدفينة لأول مرة يكون كالضوء الساطع الذي يؤلم عينيك بعد نوم طويل ، لكنك تعتاده
مع الوقت ، ولا يصبح مؤلما أو مزعجا كما كان في البداية ،لكنه
يحثك علي النهوض من السبات العميق ،ويحفزك للتحرك.
و بالقراءة نكتشف مدي تشابهنا كبشر
"نقرأ لنعرف
أننا لسنا وحدنا."
ولاحظت
أيضا أن أكثر الكتب تأثيرا فيّ ، قد حفرت أجزاء منها في داخلي ، وهي تحيا من جديد
في مواقف مختلفة من الحياة ، تذكرني بهذه الحقيقة أو تلك ، وتنبهني لأمر ما
تعلمته. إنه حقا أمر عجيب ومثير !
لقد أثرت
الكتب فيّ بشكل كبير ، أكاد لا أصدقه في السنوات الاخيرة ، كما كانت عونا كبيرا في
وقت لم أجد فيه رفيقا . تدهشني قدرة (الحق ) -بأي وسيلة ومن أكثرها الكتب - علي
تشكيل كيان الإنسان الداخلي من جديد ، وجعله يري نفسه والحياة والآخرين بمنظور
مختلف.
"يموت
ببطء من لا يسافر، من لا يقرأ، من لا يسمع الموسيقى، من لا يعرف كيف يستخدم عينيه"
صرخة سقوط
إلهي .. اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي الهي أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال أشعر بذنب ثقيل ...