Monday, 25 May 2020

رسائل لم ترسل أبدا 1





جاء ذكرك بحديث . لم يقشعر بدني كما اعتدت. تجاوزت 
لوعة الانبهار الأولي لكن ...بقي الحنين


 أحيانا أشعر ان أجزاء مني تكاد تكون مفقودة ! أودعتها معك . كل ما شاركت به بصدق ، كل لحظة تفاعلت فيها بعفويتي و حقيقتي . وكأن هذا الأمر هو ما كنت دوما أخشاه ولكن معك اخترت أن أخاطر و أتواصل كما أنا بدون تجميلات أو أسوار ... معك تشجعت لا أعلم بالتحديد لماذا...غير أن الخوف من الاقتراب أكثر من اللازم كان السور   الذي لم أزحه أبدا

 عالقة أنا بين واقع حقيقي لست أنت فيه وبين واقع افتراضي انت فيه دوما أهرب منك لأعود إليك . أصبحت إدماني . وكما أن المدمن يشعر دوما بالحاجة لزيادة الجرعة لان السابقة لم تعد تشبعه ، لكن بالنسبة لي ، فلا جرعات زائدة تجدي معي . فكل ما أرغبه أحيانا هو أن نكون معا ولكن هذا لا أستطيع إليه سبيلا ... لا أدري حقا إذا كان هذا ما أريده فعلا أم لا  


... وفي ذهني تتقد حفنة من الأسئلة التي تشعله والتي لا تكف عن الاتقاد مرارا وتكرارا 

 هل أحببته أم أحببت فكرة وجوده؟

 هل أحببته أم أحببت الحب ؟ 

هل أحببته أم أحببت الانثي التي أطلقها إعجابه بي... تلك التي تشعر بالاطراء بأنها مرغوبة و محبوبة وموضع اهتمام  أحدهم 

. هل أحببته أم أحببت الحالة التي جعلني أعيشها ؟

 هل سأنسي يوما ؟
 هل سأتجاوز هذه الفوضي ؟ 

هل سأمضي خفيفة في طريقي من كل ما يثقلني ؟ أم أنني سأتعود علي وجود هذا الثقل ،ومع الوقت سأتقبل أن هذا جزء من الرحلة سأتعايش معه ؟ 

 حسبت ذكرياتك من الماضي وأنها حتما ستتلاشي ولكن.... كيف بها تتلاشي وأنا أحييها في عقلي دوما... أسقيها فتزدهر ؟ لا أصدق أن مثلي تستطيع النسيان أبدا . فأنا أختذل كل شئ بداخلي كبذرة و أفكر فيها ؛فتضرب جذورا في عقلي وكياني لا أعتقد أن هناك سبيلا لقلعها.. كم أتمني أن أتنهد فتخرج تنهيداتي محملة بكل هذا الثقل بعيدا عني .. كم أتمني أن تنطفئ نيران الأسئلة برأسي 

كم أتمني أن أنسي ولكن .. كيف أنسي ؟


 *************************************
من وحي الخيال 
رسائل لم ترسل أبدا هي محاولة للتعبير عن مشاعر من عاشوا قصص لم تكتمل .... فربما قرأها أحدهم و شعر بها تعبر عما لم يستطع التعبير عنه . وربما شعر بألفة و بأنه ليس وحده فيما مر ، ويمر به ...  

Monday, 18 May 2020

في حب الكتب


أحببت الكتب منذ الصغر . نشأت علي قصص المكتبة الخضراء المثيرة التي أمتعت مخيلتي وأثرتها .

 

لطالما كنت طفلة حالمة ، تنسج ألوانا من المشاهد في مخيلتها و تلهو في عالمها المرسوم بفرشاة الخيال . كبرت وكبرت الطفلة الحالمة معي كذلك . صحيح أنها صدمت بالواقع ، و أصبحت أكثر تمييزا للخط الفاصل العريض بين ما هو حلم وما هو واقع ، إلا أنها ما زلت بداخلي ، تحلم من آن لآخر .

 
أدركت أن علي أن أحب هذا الجزء مني ؛ فهو علي الأقل ينبض بالحياة أكثر من غيره ! ، وهو ضروري ؛ لأنه علي الرغم من تباعد الحلم والواقع ، إلا أن الكثير من الأشياء في الواقع كانت في بدايتها حلما أو فكرة في رأس أحدهم ، وتحولت إلي واقع.

 

وبالعودة للحديث عن الكتب ، لقد وقعت في حب القراءة عندما كبرت . حقا إن الكتاب جليس جيد ، يؤنس الوحدة ، ويروي الشغف للمعرفة ، ينير العقل ، ويهدم حصونا من الجهل والأفكار المشوهة بداخلنا . كما أن المعرفة من المتع المقلل 
من قيمتها أمام متع أخري قد تكون أسهل ، كمشاهدة التلفاز.

 

بالقراءة نعيش حيوات مختلفة ، فأنت تقرأ خبرات كاتب 
ورؤيته للحياة ، وكلما قرأت ، كلما عشت حيوات كتاب كثيرين ، ورأيت الحياة من 

منظور كل منهم


يقول العقاد : " القراءة وحدها هي التي تعطي الانسان الواحد أكثر من حياة واحدة . لأنها تزيد هذه الحياة عمقا 

وان كانت لا تطيلها بمقدار الحساب "




وقد لاحظت أن كتابا تؤلمك قراءته هو كتاب يستحق القراءة فعلا ! . الوعي بمشاكلنا الدفينة لأول مرة يكون كالضوء الساطع الذي يؤلم عينيك بعد نوم طويل ، لكنك تعتاده مع الوقت ، ولا يصبح مؤلما أو مزعجا كما كان في البداية ،لكنه 
يحثك علي النهوض من السبات العميق ،ويحفزك للتحرك.


و بالقراءة نكتشف مدي تشابهنا كبشر  

 "نقرأ لنعرف أننا لسنا وحدنا."

 

ولاحظت أيضا أن أكثر الكتب تأثيرا فيّ ، قد حفرت أجزاء منها في داخلي ، وهي تحيا من جديد في مواقف مختلفة من الحياة ، تذكرني بهذه الحقيقة أو تلك ، وتنبهني لأمر ما تعلمته. إنه حقا أمر عجيب ومثير !

 

لقد أثرت الكتب فيّ بشكل كبير ، أكاد لا أصدقه في السنوات الاخيرة ، كما كانت عونا كبيرا في وقت لم أجد فيه رفيقا . تدهشني قدرة (الحق ) -بأي وسيلة ومن أكثرها الكتب - علي تشكيل كيان الإنسان الداخلي من جديد ، وجعله يري نفسه والحياة والآخرين بمنظور مختلف.

 

"يموت ببطء من لا يسافر، من لا يقرأ، من لا يسمع الموسيقى، من لا يعرف كيف يستخدم عينيه"

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...