Monday, 18 May 2020

في حب الكتب


أحببت الكتب منذ الصغر . نشأت علي قصص المكتبة الخضراء المثيرة التي أمتعت مخيلتي وأثرتها .

 

لطالما كنت طفلة حالمة ، تنسج ألوانا من المشاهد في مخيلتها و تلهو في عالمها المرسوم بفرشاة الخيال . كبرت وكبرت الطفلة الحالمة معي كذلك . صحيح أنها صدمت بالواقع ، و أصبحت أكثر تمييزا للخط الفاصل العريض بين ما هو حلم وما هو واقع ، إلا أنها ما زلت بداخلي ، تحلم من آن لآخر .

 
أدركت أن علي أن أحب هذا الجزء مني ؛ فهو علي الأقل ينبض بالحياة أكثر من غيره ! ، وهو ضروري ؛ لأنه علي الرغم من تباعد الحلم والواقع ، إلا أن الكثير من الأشياء في الواقع كانت في بدايتها حلما أو فكرة في رأس أحدهم ، وتحولت إلي واقع.

 

وبالعودة للحديث عن الكتب ، لقد وقعت في حب القراءة عندما كبرت . حقا إن الكتاب جليس جيد ، يؤنس الوحدة ، ويروي الشغف للمعرفة ، ينير العقل ، ويهدم حصونا من الجهل والأفكار المشوهة بداخلنا . كما أن المعرفة من المتع المقلل 
من قيمتها أمام متع أخري قد تكون أسهل ، كمشاهدة التلفاز.

 

بالقراءة نعيش حيوات مختلفة ، فأنت تقرأ خبرات كاتب 
ورؤيته للحياة ، وكلما قرأت ، كلما عشت حيوات كتاب كثيرين ، ورأيت الحياة من 

منظور كل منهم


يقول العقاد : " القراءة وحدها هي التي تعطي الانسان الواحد أكثر من حياة واحدة . لأنها تزيد هذه الحياة عمقا 

وان كانت لا تطيلها بمقدار الحساب "




وقد لاحظت أن كتابا تؤلمك قراءته هو كتاب يستحق القراءة فعلا ! . الوعي بمشاكلنا الدفينة لأول مرة يكون كالضوء الساطع الذي يؤلم عينيك بعد نوم طويل ، لكنك تعتاده مع الوقت ، ولا يصبح مؤلما أو مزعجا كما كان في البداية ،لكنه 
يحثك علي النهوض من السبات العميق ،ويحفزك للتحرك.


و بالقراءة نكتشف مدي تشابهنا كبشر  

 "نقرأ لنعرف أننا لسنا وحدنا."

 

ولاحظت أيضا أن أكثر الكتب تأثيرا فيّ ، قد حفرت أجزاء منها في داخلي ، وهي تحيا من جديد في مواقف مختلفة من الحياة ، تذكرني بهذه الحقيقة أو تلك ، وتنبهني لأمر ما تعلمته. إنه حقا أمر عجيب ومثير !

 

لقد أثرت الكتب فيّ بشكل كبير ، أكاد لا أصدقه في السنوات الاخيرة ، كما كانت عونا كبيرا في وقت لم أجد فيه رفيقا . تدهشني قدرة (الحق ) -بأي وسيلة ومن أكثرها الكتب - علي تشكيل كيان الإنسان الداخلي من جديد ، وجعله يري نفسه والحياة والآخرين بمنظور مختلف.

 

"يموت ببطء من لا يسافر، من لا يقرأ، من لا يسمع الموسيقى، من لا يعرف كيف يستخدم عينيه"

No comments:

Post a Comment

الحياة و الموت

  امسكت هاتفي لأتصفح  صفحتي علي الفيس بوك ، و اذا بي اصطدم بخبر انتقال احد الاحباء ..  لم اعرفه طويلا،  لكن من المرات القليلة التي قابلته به...