أكتب لأهرب من ضجيجي ، أو بالحري لألتقط أنفاسي في صراعي مع أفكاري. أكتب في محاولة لأعود لنفسي... ساكنة ، في سلام ، داخل بيتي !
تحدث الكثيرون عن (البيت ) و شعور الاشتياق للعودة إليه. قال أحدهم أن البيت ليس مكانا ، لكنه ذراعين تضمانك بحب . قال آخر أنه شعر عندما وجد الحب أنه أخيرا وجد البيت. وعبر أحدهم أن شعور العودة للبيت لا يشعر به إلا بالعودة إلي موطنه الأصلي بعد غربة طويلة .
أعتقد أن (البيت ) الذي أبحث عنه ، هو أن أكون في سلام مع نفسي و أحب الرجوع إليها لا الهروب منها .أعتقد أن حب الناس واهتمامهم يساعد علي الرجوع للبيت ولكنه ليس (البيت ).
البيت الذي أبحث عنه ... أوسع من ذراعين و أعمق من إيجاد الحب ، و يظل رجوعي لله طوق نجاة ، يجتذبني و يساعدني لأعود لنفسي الحقيقية ، للبيت ، حتي أصل للبيت الأخير !
أرتاح في بيتي أولا حتي أستطيع أن أرتاح في معية أحد .أرتاح في حضن الله حتي أستطيع أن أرتاح في بيتي و أرتاح مع أحد أو أكون صحبة مريحة لأحد.
و تستمر رحلتي في أن أأنس في بيتي ، و أرتاح فيه ، رحلة تستمر ، و أتدرج فيها ، وأتدرب عليها .
نختلف فيما يخطر بأذهاننا عند ذكر كلمة (بيت ) ..
لكن أعتقد أن أغلبنا قد يفكر في الدفء ، الشبع ، الأمان ، السكون ، الراحة ...
وباختلاف ذكري أي منا عن البيت ، حسب طفولته ، الجيد منها و السئ ، يظل بداخله طفل يشتاق للبيت مهما كبر.
ويظل الطفل الداخلي الكامن بداخل كل منا ، يحتاج منا احتضانه ، ليأمن داخل (البيت)..يرتاح فيه ولا يهرب منه. يرتاح للعودة إلي نفسه ، حتي وإن كانت العودة صعبة أحيانا ، مليئة باحتمال الضجيج و الكثير من المشاعر السلبية .
كاحتمال الأم لطفلها الباكي حتي يهدأ ، واحتمال الأب لنوبات غضب ابنه حتي يسكن...
**
**تتم إعادة تبني الطفل الداخلي علي مستويات ثلاث :
١-انت
ان يقوم الراشد البالغ بإعادة تبني طفله الداخلي من خلال علاقته مع نفسه..
في كل مرة تعبر فيها عن حزنك وألمك ، فأنت تتبني الطفل الداخلي (الحساس) ، وفي كل مرة تلعب وتستمتع ، تتبني الطفل الداخلي (الشقي ) ، وفي كل مرة تمارس الإبداع والتجريب والتجديد ، فإنك تتبني الطفل الداخلي (الفنان)
٢-العلاقة الروحية مع الله
انت تأخذ طفلك الداخلي (الطفل الروحي )إلي الله ، عندما تسمح لنفسك من خلال الدعاء والصلاة أن تقبل وتعبر عن كل أنواع المشاعر أمام الله (حزن ، وحدة ،شك ، حيرة ، ألم ، غضب )
٣-الآخرون
في كل مرة تعبر عن مشاعرك أمام شخص آخر، ويتفهم ويحترم مشاعرك ، فهو يتبني طفلك الداخلي .في كل مرة تحكي سرا أو ضعفا أمام شخص ويحترمك ، فأنت تجعله يتبني طفلك الداخلي ويقبله. بالطبع سوف تختار من تظهر طفلك الداخلي أمامه"
تمنياتي لكل منا برحلة عودة شيقة رغم كونها شاقة ... (للبيت )
**
جزء مستويات اعادة تبني الطفل الداخلي مقتبس
** من كتاب "مهارات الحياة " د.أوسم وصفي
No comments:
Post a Comment