لا اتذكر آخر مرة كتبت فيها لاني لم امسك قلما لأكتب منذ شهور سوي بعض صلواتي اليومية و خواطري المبعثرة ..
سئلت كثيرا .."لماذا توقفتي عن الكتابة ؟"
لا أعلم بالتحديد السبب ، فقط شعرت كمن نضب تدفقه .. او ذلك الشعور بالسكون التام عندما تكون حزينا و تبكي بشدة ثم فجأة تتوقف عيناك عن الدموع .لا شئ يخرج... لا شئ
اخرجت كل الكلام فلم يعد لدي المزيد !
مجرد خواء
ذلك الشعور المزعج الذي أحيانا اشعر انه سيبتلعني وانا لا أملك أن احرك طرفا أو أن أنطق بكلمة واحدة !!
سكن قلمي و لكن لم يهدأ عقلي أو قلبي أبدا...
لم اكتب لأتحدث عن الطقس البارد الذي لطالما يثير في داخلي شجونا و يضغط علي احتياجي للدفء .. كشعور طفلة مازالت تشتاق للاحتضان ..
و لم اكتب لأحدثك عن حالة القلق العامة وعدم الأمان نظرا للاحوال الاقتصادية .. و أنين خليقة بأكملها بعضهم يظهره بملامح حزينة وبعضهم باسلوب حياة ساخر يتحدي الحياة والظروف مخرجا لها لسانه !لا اعرف بالتحديد لماذا أكتب ..فقط شعرت بفيض من المشاعر والأفكار تريد أن تتحرر و أشارك بها !
حزينة جدا لكوني تواصلت تواصل حقيقي مشبع مع شخصين أثرا في حياتي كثيرا .. لكنهما ليسا بموجودين الآن . حانقة أنا علي حقيقة كون بعض العلاقات مؤقتة. حانقة بالأكثر لاني لم اختبر عمق العلاقات في حياتي أبدا بمثل ما اختبرته في هاتين العلاقتين ...هل تعلم شعور ان تظل تتمني خبرة انسانية معينة..
تقرأ عنها وتتخيلها عندما تسرح بخيالك فقط ... و من حيث لا تعلم تجدها في الواقع فعلا .. فيحلق فؤادك عاليا و يهدأ كيانك و يستمتع بهذه الحميمية الإنسانية ثم إذ فجأة... تفقد كل شئ ؟ ... كأنك تستيقظ من حلم جميل و من نوم هانئ علي غفلة. .
ربما قصد الله ان لا تستمر هذه العلاقات او تكون علي فترات طويلة جدا لعدم استطاعة اصحابها علي الاستمرار فيها بشكل منتظم .. لا اعلم .
ما اعلمه هو اني اشتاق لهذا الونس ، لهذه المصداقية و المشاركة العميقة الدافئة التي حظيت بها ...
ربما علي امل ان من رزقني بها يرزقني بغيرها ..او يرجعها !
وربما كان من واجبي ان اتحرك باحثة مرة أخري .. و آخذة المخاطرة مرة أخري بالبوح و الثقة والمشاركة ..
هل يقصد الله أن لا يشبع هذا الاحتياج للونس تماما ، لأظل دائما مدركة احتياجي الأكبر له ؟
لا أعلم شيئا علي وجه اليقين التام ..
ربما فقط أحتاج إلي وقت لأدرك الأمور من زاوية أبعد ..
تمنياتي لك بالونس سواء في صحبة نفسك ام آخرين..وتمنياتي لنفسي أيضا بالمثل !