انها الثانية بعد منتصف الليل
نداء استغاثة الي الله من نفسي
من أفكاري التي تعذبني منذ العاشرة بعد عودتي الي المنزل ..
يعتصرني الذنب و تأنيب النفس بسبب وقوعي في خطأ ما
لا أستطيع المضي قدما من حينها ..
لماذا لا أستطيع تصديق أن "أنسي ما هو وراء و أمتد إلي ما هو قدام "
أكاد اشعر في داخلي بتيه ربما يشبه لحد كبير ما استشعره قايين بعد خطيته
و اشعر بوحشة و اغتراب عن الله تشبه ما شعر به آدم و حواء بعد سقوطهما
أشعر بحزن داخل نفسي يخيم بسواده حول روحي و يحبسها في ظلام
أشعر بوحدة ..
و أشعر بثقل شديد و بعدم الرغبة في اي شئ..
الخطية مرض ..
و كأنها فيروس هاجمني و ما ان تمكن مني حتي ظهرت اعراضه جلية كما وصفتها ..
لكن يا الله
اشفِ أولا فكري المريض الذي ما زال يصدق اني بالكلية مرفوضة حينما أُخطئ
جدد ذهني بأنك تحب المريض لكنك تكره المرض
و بأن المرضي هم من يحتاجون الطبيب لا الأصحاء كما قلت
و أنا أحتاجك ..
نفسي و عقلي و جسدي و روحي
كلي أحتاجك
اشفي اراداتي الضعيفة وجسدي الذي يثور عليّ و يتعبني
اشفي عقلي بتجديدك لذهني و كل أفكاره الخاطئة .
اشفي نفسي من أمراضها أيا كان سببها ..
يا الله
أستشعر في داخلي شعور بعدم الأمان اشعر انه سيكاد يبتلعني ..
اشعر بعدم امان رهيب تجاه الغد ..
عدم امان وظيفي و علاقاتي ....
هبني أن أجد أماني فيك
و أصلي كما صلي القديس أغسطينوس هذه الكلمات
هبني أن أدرك ما أدركه ...و أحياه !
"أنت تحتضن وجودي برعايتك إياي رعاية كاملة دفعه واحده، وتحتضنني على الدوام، كأنك لا تتطلع إلى آخر سواي!!
تسهر عليّ، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها.
تهبني عطاياك، وكأني وحدي موضوع حبك.
بصلاح حلولك الدائم في كل مكان، تسرع إليّ دومًا بمعونتك متى وجدتني متأهلًا لقبول عونك...
إلهي... حيثما أكون أجدك أمامي لأنك حال في كل مكان وبنعمة حلولك هذا أتقابل معك أينما أكون حتى لا اهلك لأنه بدونك ليس لي وجود.
إنني أعترف لك إذًا أن كل أعمالي أيا كانت طبيعتها فإنها مكشوفة قدامك تتطلع إليها أكثر مني وتعرف فاعلها.
إنه لا يوجد قط شيء أنت لا تعرفه... أفكاري ومقاصدي وأفراحي. وأعمالي... ليس شيء من هذا غير مطروح أمام اهتمامك الأبدي.
إلهي... أنت تعرف أفكاري في أعماق غموضها. إلهي... أنت لا تجهل جانبًا ما من جوانب روحي. أنت تعرف هدف أعمالي وما يجول بذهني وطبيعة مسراتي...
عيناك تترقبان هذا كله وأذناك تنصتان إليه "....
No comments:
Post a Comment