هذا الليل طويل
وملئ بالتساؤلات التي ترهق نفسي و تئن بها روحي
لو تلاشت فواصل الزمن .. و كان باستطاعة البشر أن يتقابلوا وجدانيا
فربما سأكون رفيقة يوسف الصديق في ظلام سجنه . يضج رأسه بالأسئلة وربما يصارع أفكار وشكايات أنك نسيته يا الله أو ربما لا تبالي بوحشته و طول مدة سجنه
أو سأكون رفيقة موسي
ينام مستلقيا ، بعد تعب النهار الطويل في رعي الغنم ، لا يدري أيهما مؤلم أكثر ، أهو جسمه الذي أضناه الحر والتعب ؟ أم عقله الذي أرهقه التفكير الطويل ، والملل ..أربعون عاما مضت يفعل الشئ نفسه .
أو سأكون رفيقة إبراهيم
رافعا رأسه ليلا ليري النجوم ، شاهدة دائما علي وعد أخذه منذ زمان طويل ، طويل جدا ، وعد صدقه وإلي الآن لم يره واقعا ..
كم من ليال مضت وهو يذكر نفسه بهذا الوعد ؟
فكأن لمعان النجوم يبث فيه رجاء ولكن لا يلبث ظلام الليل والواقع الذي لم يتغير منه شيئا أن يشيعا فيه تساؤلات كثيرة ، صراعا ربما ...
أو سأكون رفيقة داود
أكتب علي أوراقي وهو ينشد علي قيثارته .يبث شكواه وأنين قلبه .
ملك هارب كالمجرمين في مغاير وجبال !
ملك ظل تحت تهديد القتل لوقت طويل جدا .
لم يقترف ذنبا ..
ولم يفعل سوي الخير
أو سأكون رفيقة يعقوب
سنون طويلة مضت ،وهو يفعل الشئ نفسه ، ولا ينال ما يحلم به في نهاية المطاف ، بسبب خداع وظلم .
حتي تأتي ليلة ، يصارع فيها حتي الفجر ، وعندها فقط يعرف أنه كان يطلب باطلا !
يا الله
يا من سمعت تأوه جميع هؤلاء وغيرهم الكثير ..
يا من رأيت صراعهم من أجل التسليم ..
شكايتهم بين وعد يصدقونه وواقع يحيونه
بين ظلام سائد ورجاء بالنور
أشعر بكل هذا الثقل ، والتخبط ، والقيود
سجن ، صحراء ، ليل ، مغاير وشقوق
كلها أماكن قاتمة وموحشة ، مؤلمة
لكن ليس بمقدار هذا الألم من الداخل
السجن والظلام الحقيقي هو من الداخل !
أعطني قوة لأنتظر وأصبر
دعني أتشدد لأري يوما أهتف فيه "..أما الله فقصد به خيراً"
"أرني مجدك "
هبني إيمانا كما "آمن إبراهيم بالله فحسب له برا "
"ارحمني يا الله لأن الٱنسان يتهممني واليوم كله محاربا يضايقني "
في صراع ذهني .. أناجي
"لا أطلقك إن لم تباركني "
No comments:
Post a Comment