Thursday, 30 July 2020

عزيزتي المحاربة




عزيزتي  
.تحياتي لروحك الشجاعة المحاربة ..
أدرك جيدا أنك تحاربين الخوف في معركة شبه دائمة .
 
تخافين الغوص بداخلك . 
 كرهتي أحيانا طريق الوعي و البحث عن الحقائق،  لدفعه الدائم لك للغوص أعمق . تحبين العمق لكنك تخشين مما ستكتشفينه

 تخشين الحياة التي تغدو أصعب بعد رؤية الكثير من الأمور علي حقيقتها . لطالما رأيت الوعي كنظارة دقيقة للغاية تجعلك ترين الأمور كما هي ، بلا ضبابية ، وعلي قدر ما كان هذا جميلا ،إلا أنه كان مخيفا ومؤلما في أحيان كثيرة .

تخافين أن تفقدي نفسك ، كخوفك حين تستحوذ علي اهتمامك رواية أو كتاب جيد ،  إلي الحد الذي تفقدين معه الإحساس بالوقت . خوف يدفعك إلي النظر إلي الساعة من آن لآخر . جزء منك اعتمادي،  يهوي السيطرة ولا يرضخ أبدا .جزء يؤرقك ويسلبك متعة الحياة في أوقات كثيرة .

تخافين أن تفقدي نفسك في الكتابة .تحسبينها  بوح أكثر من اللازم في بعض الأحيان  . ترينها  كشف لأجزاء منك للآخرين ولكنها في الحقيقة كشف لنفسك أمام نفسك ! 


تخافين التعلق ، بالناس وبالأماكن ، من جرحه التعلق مرة يظل  يخافه ولكن عليه أن يحذر من أن يتحول خوفه هذا إلي قيد يعوقه عن القرب من آخرين ..  

تخافين التكرار ، الروتين الذي بعد فترة يصبح عمرا يمضي . تخافين أن تمضي السنوات بك و تنظرين إلي الوراء بعين غير راضية عن الطريق الذي سلكته و الأميال التي قطعتيها. تخافين الهدر للأيام والسنين في طرق لا تفضي إلي ثمار ترضيكي و تستحق السير....

تخافين الطريق نفسه ، خوف المجهول ، خوف عدم الاستعداد الكافي .. لكنها الحياة وقانونها الساري علي الكل عزيزتي ، نسير نحو مجهول و لا نستطيع الجزم أبدا أننا مستعدون بطريقة مثالية  لأي شئ قد نقابله ..

تخافين الوحدة ، سواء كنت بمفردك أو بصحبة آخرين . تخشين أن تفقدي الطريق أو شغف المواصلة بدون أن تجدي معية تؤازرك و تتواجد مع ما تشعرين به .

عزيزتي ،
تقبلي خوفك ، ولا تخافيه ! 
"أزعج خوف هو الخوف من الشعور " 
علينا أن نقبل بقناعة راسخة أن المشاعر واقع بشري . مخاوفنا لا تجعل منا أشخاص صالحين  أو غير صالحين. ما يقرر حقا من هو الشخص هو كيف يستجيب لهذه المشاعر ويديرها . يديرها ولا يجعلها هي تديره وتتسلط عليه وتسلبه الحياة  والحرية فيها

إن ثمن اكتمال الإنسان باهظ جدا ، وقليلون من" يتوفر  لهم الوعي والشجاعة ليدفعوا هذا الثمن .. علي الإنسان أن يوقف البحث عن الضمانات لنفسه ، ويروح يغرف من الحياة بملء كفيه ، يعانق الوجود كما الحبيب حبيبه ، ويتقبل الألم كشرط من شروط الحياة . عليه أن يساكن الشك والظلمة . إنها ثمن المعرفة . وهو بحاجة إلي إرادة عنيدة في الصراع ، وعلي استعداد دوما لتقبل النتيجة ، أحياة كانت أم 
موتا " ...

عزيزتي ..
عهدتك محاربة 
ولا تدع الخوف يحتجزها 
حاربي .. 
لأجلك 
******************************
"من وحي  كتاب "لماذا أخشي أن أقول لك من أنا 

No comments:

Post a Comment

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...