عزيزتي
.تحياتي لروحك الشجاعة المحاربة ..
أدرك جيدا أنك تحاربين الخوف في معركة شبه دائمة .
تخافين الغوص بداخلك .
كرهتي أحيانا طريق الوعي و البحث عن الحقائق، لدفعه الدائم لك للغوص أعمق . تحبين العمق لكنك تخشين مما ستكتشفينه
تخشين الحياة التي تغدو أصعب بعد رؤية الكثير من الأمور علي حقيقتها . لطالما رأيت الوعي كنظارة دقيقة للغاية تجعلك ترين الأمور كما هي ، بلا ضبابية ، وعلي قدر ما كان هذا جميلا ،إلا أنه كان مخيفا ومؤلما في أحيان كثيرة .
تخافين أن تفقدي نفسك ، كخوفك حين تستحوذ علي اهتمامك رواية أو كتاب جيد ، إلي الحد الذي تفقدين معه الإحساس بالوقت . خوف يدفعك إلي النظر إلي الساعة من آن لآخر . جزء منك اعتمادي، يهوي السيطرة ولا يرضخ أبدا .جزء يؤرقك ويسلبك متعة الحياة في أوقات كثيرة .
تخافين أن تفقدي نفسك في الكتابة .تحسبينها بوح أكثر من اللازم في بعض الأحيان . ترينها كشف لأجزاء منك للآخرين ولكنها في الحقيقة كشف لنفسك أمام نفسك !
تخافين التعلق ، بالناس وبالأماكن ، من جرحه التعلق مرة يظل يخافه ولكن عليه أن يحذر من أن يتحول خوفه هذا إلي قيد يعوقه عن القرب من آخرين ..
تخافين التكرار ، الروتين الذي بعد فترة يصبح عمرا يمضي . تخافين أن تمضي السنوات بك و تنظرين إلي الوراء بعين غير راضية عن الطريق الذي سلكته و الأميال التي قطعتيها. تخافين الهدر للأيام والسنين في طرق لا تفضي إلي ثمار ترضيكي و تستحق السير....
تخافين الطريق نفسه ، خوف المجهول ، خوف عدم الاستعداد الكافي .. لكنها الحياة وقانونها الساري علي الكل عزيزتي ، نسير نحو مجهول و لا نستطيع الجزم أبدا أننا مستعدون بطريقة مثالية لأي شئ قد نقابله ..
تخافين الوحدة ، سواء كنت بمفردك أو بصحبة آخرين . تخشين أن تفقدي الطريق أو شغف المواصلة بدون أن تجدي معية تؤازرك و تتواجد مع ما تشعرين به .
عزيزتي ،
تقبلي خوفك ، ولا تخافيه !
"أزعج خوف هو الخوف من الشعور "
علينا أن نقبل بقناعة راسخة أن المشاعر واقع بشري . مخاوفنا لا تجعل منا أشخاص صالحين أو غير صالحين. ما يقرر حقا من هو الشخص هو كيف يستجيب لهذه المشاعر ويديرها . يديرها ولا يجعلها هي تديره وتتسلط عليه وتسلبه الحياة والحرية فيها
إن ثمن اكتمال الإنسان باهظ جدا ، وقليلون من" يتوفر لهم الوعي والشجاعة ليدفعوا هذا الثمن .. علي الإنسان أن يوقف البحث عن الضمانات لنفسه ، ويروح يغرف من الحياة بملء كفيه ، يعانق الوجود كما الحبيب حبيبه ، ويتقبل الألم كشرط من شروط الحياة . عليه أن يساكن الشك والظلمة . إنها ثمن المعرفة . وهو بحاجة إلي إرادة عنيدة في الصراع ، وعلي استعداد دوما لتقبل النتيجة ، أحياة كانت أم
موتا " ...
عزيزتي ..
عهدتك محاربة
ولا تدع الخوف يحتجزها
حاربي ..
لأجلك
******************************
"من وحي كتاب "لماذا أخشي أن أقول لك من أنا
No comments:
Post a Comment