...عزيزي الله
تصدعت كل جدران الأمان الزائف من حولي
اشتد الكرب
تعالت حولي أصوات النحيب من فقدان الأحبة
وتعالت التأوهات من شدة الإعياء والمرض ..
ألا تسمع الصرخات ؟
أليس الصوت عال بدرجة كافية لتحرك يدك ؟؟
كما سمعت تأوه شعبك قديما في مصر و صعد أنينهم إلي أذنيك .
ألا تأتي لتنقذنا؟!
أربعمائة عام يارب من الصراخ تأنيت فيهم حتي سمعت أخيرا !
أربعون عاما لموسي ..هارب في الصحراء ..حتي يشرع في ما دعي إليه. ..
أربعة أيام حتي أنتن الميت ..لتأتي وتقيمه !
والكثير الكثير غيرها من أوقات الانتظار الطويلة. ...
عجيبة هي حكمتك في مواقيتك و بعيدة جدا جدا عن فهمي وإدراكي ...
...يا الله ..
...معذبة أنا..
بين أحزان تقبض علي روحي و تمرر نفسي
وبين إيمان لا أعرف مكانه تحديدا في كياني ، لكنه يخبرني بأنك موجود ،
تعلم ، وتعمل ، وتئن معنا ..
ترثي لضعفنا ...
و ستخرج من الجافي حلاوة...
وبين (كيف ) و (متي ) و ( لماذا ) وأخواتهم ..
ينهشون عقلي ...
اخترت الاختباء فيك...
بلا إجابات شافية ، تسكن عقلي
وبلا ضمانات ملموسة ، تطمئن نفسي
اخترت أن أمشي معك .. متقلقلة وثقيلة الخطوات ولكن ثابتة القلب... فيك
"إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن . لأن مراحمه لا تزول هي جديدة في كل صباح . كثيرة أمانتك . نصيبي هو الرب قالت نفسي . من أجل ذلك أرجوه . .طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه
جيد أن ينتظر الإنسان و يتوقع بسكوت خلاص الرب .جيد للرجل أن يحمل النير في صباه . يجلس وحده .
ويسكت لأنه قد وضعه عليه ..
لأن السيد لا يرفض إلي الأبد فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه . لأنه لا يذل من قلبه و لا يحزن بني الإنسان "
(مراثي أرميا 3 : 22 )
No comments:
Post a Comment