عزيزي ..آبا.
في هدوء الليل ووسط أنين نفسي أكتب إليك ..
ألتمس رفقة
ومعونة ...و ربما أطمع ببعض الراحة ، ولو لقليل
...أشعر بالخوف.
هذا الخوف الذي ورثته عن أجدادي
منذ ذلك الحادث البعيد ، و ثمرة التفاح اللعينة ..
يقبع بداخلي ، يؤلم نفسي
من قبل هذا المشهد المفصلي ، لم يعرف جنسنا الإنساني ماهية الخوف ..
.والحقيقة أنني أخاف علي نفسي .
هذه الحياة أصعب بكثير مما ظننت . تنهشني الوحدة و يضيق بي الأمر لأني لا أستطيع الفرار منها أحيانا كثيرة ولا أعلم حتي متي سأظل أعاني ..
أخاف الفشل ..و يضج رأسي بأحاديث داخلية لا أكف فيها أبدا عن نقد نفسي وتوجيه اللوم إليها وتعنيفها !
أخاف الفقد والوداع ، أخاف جريان سنوات عمري فيما لا يشبعني و يعطيني معني.
أخاف من نفسي ، وعلي نفسي !
عزيزي آبا
وكأن هذا الخوف جدار عال بداخلي ، فلا أنا أتخطاه بمواجهته وجها لوجه ، ولا أنا أنجح في مسعاي بأن أتغافل عنه وأنشغل بشتي الوسائل لأصرف انتباهي عن وجوده ..
لا هو يذوب وسط الكتب التي أغرق نفسي بها ، أو وسط الخروج و مقابلة أشخاص أو وسط العمل... ينصرف ذهني عنه مؤقتا لكنه لا يلبث أن يصطدم به بعد انتهاء أي من هذا ..
عزيزي آبا
مكتوب "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج ، فمن خاف لم يتكمل في المحبة "
ألا ساعدتني لأخطو خطوات في علاقة المحبة خاصتنا ؟!
فربما هذه هي علتي ...
"غني أغنيات محبتك علي قلبي "
"امنحنا يا الله أن نحبك بقوة أهوائنا "
يترنم ماهر فايز "برتاح لما بترتاح فيا ...
وأتعب لما بخاف عليا ... راحتي في راحتك شئ خلاني .. أهجر نفسي لحضنك ..بابا "
هلا ساعدتني أن أهجر نفسي و خوفي الذي يقلقها لحضنك ..
هلا ساعدتني أن أدرك وأحيا حقا حقيقة كوني ابنك وأنك (بابا ) ..
آبا الآب ...