Monday, 22 February 2021

آبا..





 عزيزي ..آبا.
في هدوء الليل ووسط أنين نفسي أكتب إليك ..
ألتمس رفقة 
ومعونة ...و ربما أطمع ببعض الراحة ، ولو لقليل 

...أشعر بالخوف.
هذا الخوف الذي ورثته عن أجدادي 
منذ ذلك الحادث البعيد  ، و ثمرة التفاح اللعينة ..
يقبع بداخلي ، يؤلم نفسي

من قبل هذا المشهد المفصلي ، لم يعرف جنسنا الإنساني ماهية الخوف .. 

.والحقيقة أنني أخاف علي نفسي .
هذه الحياة أصعب بكثير مما ظننت . تنهشني الوحدة و يضيق بي الأمر لأني لا أستطيع الفرار منها أحيانا كثيرة ولا أعلم حتي متي سأظل أعاني ..
أخاف الفشل ..و يضج رأسي بأحاديث داخلية لا أكف فيها أبدا عن نقد نفسي وتوجيه اللوم إليها وتعنيفها !
أخاف الفقد والوداع  ، أخاف جريان سنوات عمري فيما لا يشبعني و يعطيني معني. 
أخاف من نفسي ، وعلي نفسي !

عزيزي آبا 
 وكأن هذا الخوف جدار عال بداخلي ، فلا أنا أتخطاه بمواجهته وجها لوجه ،  ولا أنا أنجح في مسعاي بأن أتغافل عنه وأنشغل بشتي الوسائل لأصرف انتباهي عن وجوده .. 
لا هو يذوب وسط الكتب التي أغرق نفسي بها ، أو وسط الخروج و مقابلة أشخاص أو وسط العمل... ينصرف ذهني عنه مؤقتا لكنه لا يلبث أن يصطدم به بعد انتهاء أي من هذا ..

عزيزي آبا 
مكتوب "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج ، فمن خاف لم يتكمل في المحبة " 
ألا ساعدتني لأخطو خطوات في علاقة المحبة خاصتنا ؟! 
فربما هذه هي علتي ...
"غني أغنيات محبتك علي قلبي " 
"امنحنا يا الله أن نحبك بقوة أهوائنا " 

يترنم ماهر فايز "برتاح لما بترتاح فيا ...
وأتعب لما بخاف عليا ... راحتي في راحتك شئ خلاني .. أهجر نفسي لحضنك ..بابا "

هلا ساعدتني أن أهجر نفسي و خوفي الذي يقلقها لحضنك .. 
هلا ساعدتني أن أدرك وأحيا حقا حقيقة كوني ابنك وأنك (بابا ) ..
آبا الآب ...


Wednesday, 17 February 2021

خواطر يوم ممطر



اليوم ، الجو علي غير عادته منذ فترة ، ممطر بغزارة.، 
 بارد كقلبي ، عاصف كأفكاري ،ومتقلب كمزاجي ،  و غائم كحياتي في الفترة الأخيرة ! 

عدت من عملي ، أقود سيارتي بحذر ، أتلفت يمنة ويسرة طوال الوقت .كم أمقت القيادة تحت الأمطار ، تقلقني عدم الرؤية وتقلقني السرعة من حولي و قلقي يضغطني فتخرج أفكاري وردود أفعالي بصعوبة .. 

يذكرني حالي وقتها بأسلوبي في الحياة بوجه عام .انتهجت الحذر من وقت لا أعلمه و صار طريقتي في الحياة ولكم ضيعت وقتا وفرصا بسببه وبسبب خوفي و ارتيابي المجازفة و عدم تقبلي لاحتماليات الخسارة والألم .

يبدو أن الحياة لا تلين لأولئك الذين يريدون حساب كل شئ بالورقة والقلم ولا يقبلون الخسارات ، مثلي ! 
تعلمت درسي و مازلت أتعمق في دراسته. 

وتعلمت أيضا مدي قوة مشاعري .
اكتشفت أنها قوتي الدافعة ،للمضي قدما والصراع أو للانسحاب والتقوقع داخل منطقة راحة مزيفة .

لكم مقت مشاعري لوقت طويل جدا ، ومقت كوني انسانة مرهفة الحس و رقيقة المشاعر . لقد مر علي وقت كنت ألوم فيه الله علي خلقي علي هذه الشاكلة والشخصية . كنت اري أن مشاعري موطن ضعف بي و لم أحب هذا الجزء في داخلي .

"فن إدارة المشاعر "
قرأت هذا العنوان في شرح أحد البرامج منذ حوالي أربعة أعوام ولمعت عيناي فضولا و حماسا ، سيخبرني أحدهم أخيرا بالطريقة السحرية لأتعامل مع مشاعري وأتحكم بها . رحبت بالفكرة وتحمست للمشاركة  .ظننت وقتها  أنني بهذا الاكتشاف أمسك زمام أمور حياتي .ثلاثة أشهر و ستتغير حياتي بعدها  ، لم لا ؟! 

اشتركت بالفعل ، ضاربة بعرض الحائط عدم تشجع أي من صديقاتي اللاتي  عرضت عليهن الفكرة . لقد أردت الأمر بشدة فذهبت وحدي . 
هناك تعلمت عن الفرق بين الأفكار والمشاعر ، وأن المشاعر نتاج الأفكار فإذا أردت تغيير مشاعري ، علي أن أغير أفكاري وأتعرف علي الأفكار الخاطئة وطرق التفكير المريضة .

بعد أربعة أعوام تقريبا ، أدركت سخفي لاعتقادي أن الحل سحري . لطالما أخبروني أن "التعافي سكة تبدأ ولا تنتهي " 
لكني لم أع ذلك حقا وقتها . 

يشبه الأمر محاولة اتباع نظام غذائي لخسارة الوزن فيكتشف الشخص ان نظام الأكل الصحي المتوازن هو أسلوب حياة عليه انتهاجه وليس مجرد نظام لفترة معينة .أو من قرر ممارسة رياضة فيكتشف أن عليه التدرب بانتظام لفترة طويلة حتي يتقنها و يري تأثيرا ملحوظا في أدائه و في لياقته .


اليوم ، أعي -وإن كنت أتشكك في بعض الأحيان - أن مشاعري مهمة. لولا ضعفي ما كنت لأطلب المساعدة من الله ومن الآخرين ، وما كنت لأشعر بالآخرين وهم في حالة الضعف و الالم.  لولا انكساراتي ما كنت أدرك احتياجاتي الحقيقية  .لولا ألمي وتفاعلي معه ، ما كنت لأسعي أن أعرف أكثر وأسعي للتغير  . لولا الحزن ما كنت أقدر جيدا وقت الفرح .لولا الأسود ما كنت أعرف قيمة الأبيض ولولا الظلام ما كنت أقدر النور ..

اليوم ، ممطر وكئيب 
ولولاه لم أقدر قيمة الايام المشمسة والسماء الصافية ..
اليوم ، أكتب لأذكر نفسي ، أنه كما أن النبات ينمو في كل الأوقات وتحت كل الظروف ، و يرعاه الله ، هكذا أنا ، أنمو خلال كل الظروف ،وفي كل المشاعر ،   ويرعاني الله  .. 
"...لكن الله الذي ينمي "

Saturday, 13 February 2021

رسائل لم ترسل أبدا 5




 صباح الخير أو مساء الخير 
لا أدري في أي وقت ستصلك رسالتي وتقرأها 
أو أنك ستهمشها و تجتاز عنها 

الحقيقة هي ..لم يعد   فرق لدي بين الصباح والمساء 
ولا أدري حقا لماذا ألحقوا بعدها كلمة (الخير ) ؟! 
ما هو (الخير ) علي أيه حال...
لا أدري 
دعنا من هذا 
دعنا من كل أسئلتي الوجودية التي لا جواب لها 
ولكن حتي أسئلتي المنطقية لا جواب لها ! 
أشعر أنني كتلة من علامات الاستفهام ، تحتضن خيبة الأمل وتسير علي قدمين ثقيلتين ، أجرهما في الأيام جرا وأترجي الأيام أن توفر لي ما يستدعي انتباه حواسي حتي لا ينصب تركيزي علي الفوضي التي بداخلي ! 
أنت جزء كبير من هذه الفوضي ، لو تعلم 
وربما رسالتي هذه هي محاولة لأجعلك تعي ذلك جيدا . لا أدري إن كنت تهتم حقا بأن تعرف ، لكني أهتم بأن أخبرك حتي علي الورق فقط . 
تثقلت جدا إلي الحد الذي أريد أن أتخفف به من هذا الثقل بأي طريقة،  حتي لو مجرد بعثرة كلماتي ومشاعري علي الورق بدون قارئ.  


يحزنني وبشدة ابتعادنا ، واحتياجنا الذي ينهشنا من الداخل . كلانا يعلم احتياجه للآخر- أو ربما هذا ما أعتقده فقط- وكلانا يصر أن يمشي في الاتجاه المعاكس تماما . اجتمعت في قلبينا الرغبة في التلاقي و في عقلينا الرغبة في عدمه . معذبة أنا بصراع رغبتي عقلي وقلبي و لا أدري هل أنت تعاني مثلي أم أنه ضعف مني أم ماذا ؟! .
أم ماذا ؟! ..
يا ليت الورق يحاكيني 
 يا ليت القلم ينحال لسانا و يجيبني ! 
سأجن من تفكيري الذي يلف في دوائر لا سبيل للخروج منها بشئ 


أراقبك من بعيد كالمراهقة التي تسترق النظرات من آن لآخر لمعجبها الأول ، تارة من وراء الشباك ، وتارة من خلف كشك الحلويات 
لكني مراهقة القرن الحادي والعشرين ، ونوافذنا أصبحت الكترونية رقمية ، جميلة للحد الذي يجعلني أعرف الكثير ، سخيفة للحد الذي يجعلني أعرف أكثر ومع ذلك أستشعر في داخلي ابتعادا واغترابا لا اقتراب ! 


تغني وكتب الكثيرون عن الحب الأول، حب المراهقة ، وكيف أنه عنيف لأنه الأول ولكنه ما يلبث أن اختفي في أغلب الأحيان وتذكروه بابتسامة خفيفة ولسعة شجن في أفئدتهم سرعان ما ضاعت في زحام حياتهم الحالية ..  
ماذا عني ؟! 
لماذا لا أتجاوز حبي الأول ؟! 
لماذا لا تزول لسعة الشجن لدي ؟! 
لماذا .. 


أخبرني أحدهم بأنني جافة المشاعر وحادة ، ربما هذا قد يثني البعض عن الاقتراب مني .. 
و في كل مرة أفكر في هذا الأمر يأتي السؤال علي خاطري 
.. هل استشعرت هذا في ؟! 
والحقيقة هي أنني أري نفسي مرهفة المشاعر لذا أحطتها بسياج عال و أسوار كثيفة ، أسواري عقلية . لا أريد اقحام مشاعري قبل أن أتأكد بعقلي من كل شئ ! 
لا أدري ما الخطأ في هذا 
هل هناك خطأ في هذا ؟! 
ييدو خطابي هذيانا منمقا ؟! ..أعلم هذا ...
لك أن تتخيل أن ما يدور بداخلي هو أضعاف ما استطعت سبيلا لالتقاطه بالكلمات والجمل ..
لك أن تتخيل أنني أختار أحيانا أن أنام عن عمد وليس عن تعب جسدي ، لأريح رأسي من هذه المعاناه ! 
لا أتمني لك هذه الحال ولو انني أتمني أن تعي ما أعيشه 

تمنياتي لك بال (خير ) أينما كنت. ..
ال (خير ) الذي لا أفهمه ولا أملك له تعريفا 
عل الله يجعلني  أدركه ..
"وداعا" مؤقتة .. 



*****************************************

من وحي الخيال 
رسائل لم ترسل أبدا  هي محاولة للتعبير عن مشاعر من عاشوا قصص لم تكتمل .... فربما قرأها أحدهم و شعر بها 

 تعبر عما لم يستطع التعبير عنه . وربما شعر بألفة بأنه    
 ليس وحده فيما مر ، ويمر به  

Thursday, 11 February 2021

كملي

 

كلهم يخبرونني "كملي " كنوع من التشجيع 
أقلهم فقط يعلم أنني أكتب من وراء دموعي . ربما هذا اليوم بعينه  قد خضت صراعا مع نفسي فقط لأخرج من تحت الغطاء.  

كملي) كتابة ...تعني بالنسبة لي كملي  (معافرة ) في الحياة     

أتأرجح بين الرغبة في المواصلة وبين الرغبة في الانسحاب .. 
وبينهما أخوض صراعات تنهكني 
لن أقول  لا أحد يدري عنها شيئا ، فقد أدركت أن هذه الصراعات تستمد قوتها من كونها سر و تستفرد بي ، أسراري مكمن لضعفاتي و "حجم أمراضنا من حجم أسرارنا " ..لذا استجمعت شجاعتي و أخفضت أسوار كبريائي وذاتي المرتفعة و أشركت آخرين معي .. أحيي نفسي لهذا ؛ فقد كان  حقا عملا شجاعا .. 

"حاربي حكمك علي نفسك بالإيجاب أو بالسلب " 
هكذا أخبرني شخص عزيز ، أخبرني أن أصدق أني جيدة بدون أي دليل ، وأكف عن محاولة اثبات ذلك ، قال لي "افترضي أنك جيدة و تصرفي علي هذا الأساس  ، بدون أي إثبات " 

يبدو الأمر مستحيلا ، إلا أنني أحاول 
لا عجب في صعوبته وإلا ما كان أخبرني "حاربي" .. 

مشكلة هذا التوجه أنه عكس المألوف لي ، كمحاولة الكتابة باليمني لشخص أعسر أو محاولات نطق لغة جديدة للسان تعود فقط ولوقت طويل علي لغته الأم ..

جزء بداخلي يرحب بهذا التحدي الذي وضع أمامي ، و أمام هذا الجزء أرحب بالرغبة الداخلية للمواصلة تتقد بداخلي من جديد ، لا شئ أسوأ من الاستسلام و الانسحاب ، وإن كان في ظاهره يجنبني الصراعات و الخسائر لكنه في حقيقته أكبر خسارة لأني أمام نفسي خاسرة اختارت ألا تحارب و في داخلي ألوم نفسي علي هذا الموقف السلبي ..


"كملي " .. 
اخبرها لنفسي هذه المرة 
وإن كان صوتي مبحوحا من بعد صراخ متألم ، عذب هو ألم المحاولة و أعذب من ألم الانسحاب ...
فإن لم أصل بعد ، فعلي الأقل ، سأسقط وأنا أحاول ..

Tuesday, 9 February 2021

اللي متعلمتهوش في مدرسة ولا كلية 1

: التمريض  
التمريض ليهم كاريزما كده ميكس عجيب ...ستات بيوت شاطرين،  
وأمهات مكافحات ،  وعربجية إن احتاجوا يسدوا في أي خناقة و اللي حرك منهم عايز يخلص قبل 11 عشان يلحق مأدبة الفطار و اللي مأنتخ منهم بيزوغ كل شوية و التانية ينقنق او يشرب في حاجة ويفضل يزن عشان يخلص الشغل بدري عشان نفس ذات مأدبة الفطار.... تحس انهم بييجوا عشانها مش عشان الشغل ...اللمة علي الفطار عندهم ليها قدسية لدرجة انهم بيطنشوا الباب اللي بيخبط و ما اعتقدش هيقوموا غير لو مدير الادارة 
مثلا بنفسه طب عليهم...


طبعا المأدية دي حدث ولا حرج .. أشهر أصنافها الكشري او الفول والفلافل والبطاطس بسلاطاتهم او الرنجة والفسيخ بالبصل الأخضر او الفطير والمش والعسل ..

..ضحكتهم العالية مميزة   
وانا لسه في بداية تكليفي كنت بحقد علي الناس دول اللي دايما يبانوا مروقين وبيضحكوا ..بس مع الوقت بكتشف قد ايه المظاهر بتخدع و هما في الحقيقة عندهم آلام كتير في حياتهم و بيقاموا بروح النكتة .. حيلة دفاعية معيشة اغلب المصريين ..مقاومة الغلب بالضحك والنكتة ! 


لما حد بيكون شغال بيتحولوا لطقم حموات بتراقب كل فتفوتة و يحكموا علي الدكتور هو شاطر ولا لأ من وجهة نظرهم.. طبعا مقياس الشطارة هو الثقة بالنفس حتي لو بتهبد في بق العيان .. المهم تبان واثق ! 
و علي أساسه هيجيبولك اصحابهم وعيالهم عشان تشوف فيه ايه في سنانهم.   
خليك ناصح ..تريح ابنها او تريحها
تصرفلها علاج علي تذكرة زيادة 
كلمتين حلوين من هنا كل فترة والتانية 
تبقي حبيبتك وتشيلك 
و بيفرق معاهم اوي الاحترام والشكر لما تطلب منهم حاجة 
بيكرهوا ويستحقروا جدا اللي بيكلمهم بلهجة فيه اوامر او تعالي عليهم او تقليل منهم 

و مش بيقبلوا بسهولة حد يعدل عليهم او يشاور علي غلط بيعملوه ودي حاجة سخيفة بس ممكن يستقبلوها لو اتقالت بأسلوب كويس انما مشكلتهم انهم مش بيسمعوا الكلام غير خوفا من العين الحمرا أحيانا كتير ..!

شخصياتهم الصادرة للاحكام كانت بتغيظني في الاول ، لان مفيش اي تقدير لصغر سن الدكتور او انه لسه مش متعود علي المكان واسلوب الشغل .. لكن بعدين قريت ان دي احيانا طريقة بعض الناس انهم يقللوا حتي لو داخليا جواهم من اللي حواليهم عشان دي حيلة دفاعية بيطبطبوا بيها علي نفسهم واحاسيسهم بصغر النفس او انهم شايفين انهم اقل من انسان تاني او كنوع من الطبطبة علي نفسهم بردو لعدم رضاهم عن حالهم 
طبعا ده مش قاصر علي التمريض مش متحيزة ضدهم لكنه موجود عندنا كلنا وقفشت نفسي بعمله كتير ! 

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...