اليوم ، الجو علي غير عادته منذ فترة ، ممطر بغزارة.،
بارد كقلبي ، عاصف كأفكاري ،ومتقلب كمزاجي ، و غائم كحياتي في الفترة الأخيرة !
عدت من عملي ، أقود سيارتي بحذر ، أتلفت يمنة ويسرة طوال الوقت .كم أمقت القيادة تحت الأمطار ، تقلقني عدم الرؤية وتقلقني السرعة من حولي و قلقي يضغطني فتخرج أفكاري وردود أفعالي بصعوبة ..
يذكرني حالي وقتها بأسلوبي في الحياة بوجه عام .انتهجت الحذر من وقت لا أعلمه و صار طريقتي في الحياة ولكم ضيعت وقتا وفرصا بسببه وبسبب خوفي و ارتيابي المجازفة و عدم تقبلي لاحتماليات الخسارة والألم .
يبدو أن الحياة لا تلين لأولئك الذين يريدون حساب كل شئ بالورقة والقلم ولا يقبلون الخسارات ، مثلي !
تعلمت درسي و مازلت أتعمق في دراسته.
وتعلمت أيضا مدي قوة مشاعري .
اكتشفت أنها قوتي الدافعة ،للمضي قدما والصراع أو للانسحاب والتقوقع داخل منطقة راحة مزيفة .
لكم مقت مشاعري لوقت طويل جدا ، ومقت كوني انسانة مرهفة الحس و رقيقة المشاعر . لقد مر علي وقت كنت ألوم فيه الله علي خلقي علي هذه الشاكلة والشخصية . كنت اري أن مشاعري موطن ضعف بي و لم أحب هذا الجزء في داخلي .
"فن إدارة المشاعر "
قرأت هذا العنوان في شرح أحد البرامج منذ حوالي أربعة أعوام ولمعت عيناي فضولا و حماسا ، سيخبرني أحدهم أخيرا بالطريقة السحرية لأتعامل مع مشاعري وأتحكم بها . رحبت بالفكرة وتحمست للمشاركة .ظننت وقتها أنني بهذا الاكتشاف أمسك زمام أمور حياتي .ثلاثة أشهر و ستتغير حياتي بعدها ، لم لا ؟!
اشتركت بالفعل ، ضاربة بعرض الحائط عدم تشجع أي من صديقاتي اللاتي عرضت عليهن الفكرة . لقد أردت الأمر بشدة فذهبت وحدي .
هناك تعلمت عن الفرق بين الأفكار والمشاعر ، وأن المشاعر نتاج الأفكار فإذا أردت تغيير مشاعري ، علي أن أغير أفكاري وأتعرف علي الأفكار الخاطئة وطرق التفكير المريضة .
بعد أربعة أعوام تقريبا ، أدركت سخفي لاعتقادي أن الحل سحري . لطالما أخبروني أن "التعافي سكة تبدأ ولا تنتهي "
لكني لم أع ذلك حقا وقتها .
يشبه الأمر محاولة اتباع نظام غذائي لخسارة الوزن فيكتشف الشخص ان نظام الأكل الصحي المتوازن هو أسلوب حياة عليه انتهاجه وليس مجرد نظام لفترة معينة .أو من قرر ممارسة رياضة فيكتشف أن عليه التدرب بانتظام لفترة طويلة حتي يتقنها و يري تأثيرا ملحوظا في أدائه و في لياقته .
اليوم ، أعي -وإن كنت أتشكك في بعض الأحيان - أن مشاعري مهمة. لولا ضعفي ما كنت لأطلب المساعدة من الله ومن الآخرين ، وما كنت لأشعر بالآخرين وهم في حالة الضعف و الالم. لولا انكساراتي ما كنت أدرك احتياجاتي الحقيقية .لولا ألمي وتفاعلي معه ، ما كنت لأسعي أن أعرف أكثر وأسعي للتغير . لولا الحزن ما كنت أقدر جيدا وقت الفرح .لولا الأسود ما كنت أعرف قيمة الأبيض ولولا الظلام ما كنت أقدر النور ..
اليوم ، ممطر وكئيب
ولولاه لم أقدر قيمة الايام المشمسة والسماء الصافية ..
اليوم ، أكتب لأذكر نفسي ، أنه كما أن النبات ينمو في كل الأوقات وتحت كل الظروف ، و يرعاه الله ، هكذا أنا ، أنمو خلال كل الظروف ،وفي كل المشاعر ، ويرعاني الله ..
"...لكن الله الذي ينمي "
♥️♥️♥️
ReplyDeleteجميلة كلماتك كالعادة 😊
ميرسي جدا يا حلوة علي تشجعيك الجميل كالعادة 😍😍😍
Delete