Tuesday, 29 January 2019

الألم

...يمكن الألم بيسكنك ويهديك عشان تسمع صوت ربنا 
 بيخليك تشوف قد إيه انت عاجز ، قليل الحيلة مش قادر تتكل علي ذراعك ،وعلي امكانياتك، عشان تعرف أنه اتكالك الصح هو علي الرب ،  والنصرة من عنده هو 
علي كل معضلة في حياتك 
علي الأفكار الصغيرة ، لكن المكدرة ليك
مش بعلمك، ولا بقراياتك الكتيرة ولا بشطارتك ولا فهلوتك هتنتصر عليهم

يمكن الألم هو المزنق 
زي ما بني إسرائيل اتحطوا فيه 
من وراء فرعون وجيوشه 
ومن قدامهم البحر 
بالمنطق البشري هالكين لا محالة 
بالمنطق البشري هما مش هيعرفوا يعملوا حاجة 
لكن اللي وعد بأنهم هيدخلوا ارض الموعد هو الملزم بانه يتصرف  
مش مهم ازاي ، ديه حاجة مش شغلهم
"قفوا وانظروا خلاص الرب "
مش مهم نفهم ازاي ، لكن المهم هو انه هيخلص . هو قال هتدخلوا ارض الموعد يبقي هو هيتصرف 

يمكن الصحراء او الألم اللي هتمشي فيه هو اللي هيخليك تشوف ربنا أقرب 
(كان يسير معهم بعمود سحاب نهارا وعمود نار ليلا )

يمكن الألم هو اللي بيخليك تدرك للآخر قد ايه انت محدود ومحتاجه 
مش الفكرة  انه خالقك ناقص ، فتتذل ليه عشان تنجح في مقاصدك ، وإلا ليه كان فيه اشرار ناجحين جدا لدرجة أن داود بث شكواه امام الله وقاله (لماذا ينجح طريق الاشرار ) ... بالعكس ، الله خلق كل واحد عنده مواهب وامكانيات مميزة 
(ولكن (بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا 
لأنه بدونه الحياة عديمة المعني والهدف ...وغير مشبعة 

 يقيني أن البعد الابدي بينشئ معني من الألم 
يمكن الألم هو أحيانا الطريقة الوحيدة اللي هتشكل فينا بعض المناطق عشان نكون إنسان يصلح للملكوت 
الألم طريقة إعدادك لتملك في كنعان (رمز أورشليم  السمائية
بعيدا عن كل دوشة ومجد باطل وأفكار كتيرة العالم بيقدمها لينا .. لكن "كل اللي بيحصل في الارض هيروح للأرض " .. بس إحنا نهاية قصتنا مش نهاية حياتنا علي الأرض ..
يمكن البعد الأبدي هو اللي بيهون علينا شوية كل حاجة بتوجعنا ومش فاهمين للآخر هي موجودة في حياتنا ليه 
  إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقي جميع الناس 

Tuesday, 22 January 2019

الآن ...



...كل ما أملكه هو الآن.
هذه اللحظة التي أكتب فيها لأذكر نفسي بهذا.لم أعد أملك الماضي ، ولست أملك الغد
الآن ... حلوا كان أم مرا 
علي أن أصادقه ....وأخرج بأفضل ما فيا وفيه
فلا أمقته  لكونه مرا 
.ولا آخذه كحق مكتسب ،وبلا شكر لكونه حلوا 
بل إنني لم أدرك كونه مرا أو حلوا إلا بتجربة النقيضين 

الآن ... هي لحظات وساعات أمضيها بين حنيني إلي لحظات من الأمس  و شغفي بالغد ، بين ذكريات طويت صفحاتها وأخري أتوق لخوضها  ، والاثنين :ذكريات الأمس ، و شغف الغد ،  ترسان يدوران في عجلة  ويجعلانني  من أكون عليه 

حقيقة عشتها: وهي أن الندم علي  أشياء قد مضت  ، والخوف مما قد يأتي ضيفان ثقيلان علي النفس  ، وليس من غير اللائق طردهما،  إذا جاوزا حد النفع و عوقاني عن المضي قدما   مشلولة بهما

فحينما  أنظر للخلف ، ألحظ تفاصيل رسمت و حبكت بعناية مبهرة ، وبعضها كانت لحظات قاسية تمنيت لو أستطع أن أغمض عيني عنها وتمضي لحالها
  واليوم ، ها أنا أذكرها بين الحين والآخر ممتنة لأنها -بفضل الله مرت- ولأنني مررت بها ، فخرجت بصورة مختلفة .  فأجدني شاكرة لتلك الأوقات التي شكلني الله بها ، ومازال ، بالرغم من صعوبتها 
وألحظ أيضا ذكريات ملونة ضاحكة ، اختبرت فيها سعادة حقيقية ، غير مخطط لها ، كانت خطة الله وليست خططي -انا المغرمة بالخطط  !

واليوم، أذكر  نفسي بأنني بطل روايته لكنني لست بكاتبها . العنصر الأساسي في لوحته الكبيرة لكن اتمام اللوحة ليست بمهمتي . فبعض فصول الرواية  قد تكون كئيبة ومحزنة ، لكنها ليست النهاية بعد ، وبعض أجزاء اللوحة قد  تكثر فيها الألوان القاتمة ، وتبدو بالنسبة لي عديمة المعني ، وغير جميلة ، لكنها عمل لم ينتهي منه  بعد ، ولم أر بعد اللوحة كاملة 

...فالآن  
أختار الثقة بيد الكاتب الماهر والفنان الأعظم  ، أختار أن أذكر نفسي بأنني لا أري مثلما يري هو ، بأنه لا يصنع سوي قطع فنية فريدة ، وعجيبة ، ومبهرة  ، وهو لا يخطئ أبدا
الآن .. أختار المضي قدما  ، بأفضل ما لدي ، وتركه هو يتمم عمله
الآن .. أظل أناجيه (ماذا تريد أن أفعل )؛ لنخط الأسطر سويا ، ونمزج الألوان معا ، انا بما لدي وبما أعطيتني إياه ، وبارادتي الحرة واختياراتي- التي تتركها كاملة لي- ، وأنت بعملك ، ونعمتك ، وقيادتك 
"الآن ..."إنه وقت عمل للرب 

Tuesday, 1 January 2019

البدايات

البدايات ....
مغرية للأمنيات البراقة ، والأحلام التي تداعب خيالنا .
تصحبها نشوة تذيب للحظات كل العوائق من تفكيرنا ،
وكأننا أصبحنا فجأة خفافا من كل ما نحمله من أفكار وهموم تثقلنا ، وكأن كل الصعاب اختفت ،  و رسمنا خط مستقيم سلس بيننا وبين ما نحلم به . قفزة واحدة في حلم يقظة ، وأصبح للحلم صورة أقرب أمسكنا بها في عقولنا ، ثم أفلتناها استجابة لنداء الواقع ، ولكن امتلأت قلوبنا حماسة وأملا لنصل إليه حقا .

البدايات ...
فرصة لإعادة تذكر ما قد مضي ، لنملأ قائمة بالأشياء التي تمتعنا بها وكأنها حق مكتسب ولم ندرك قيمتها لنشكر الله عليها كفاية . قائمة طويلة علينا أن نقف عندها لندرك مدي جحودنا ونكراننا لأفضال الله علينا .
 ربما ستتسلل الهموم والأفكار السلبية إلي عقلك وأنت تفكر في تلك القائمة. لا تفتح لها الباب علي مصراعيه !
فمن أجلك انت ، خض حربك الخاصة ضد الكآبة .  
من أجل عشرات الأسباب التي تستحق الشكر عليها ، ومن أجل رجاؤك في الله وفي الغد الذي بيده.

البدايات ...
موسيقي فاصلة جميلة ، كصوت الكمان مبهج وملئ بالشجن في ذات الوقت ،  فاصل بين ما قد مضي وما سوف يأتي ،  وقت مستقطع لتأخذ أنفاسك وتستكين إلي نفسك ، لتري الأمور عن بعد ، لتري يد الله التي ساندتك في ايام مضت ، ولتجدد رجاءك فيه ليمسك يدك فيما هو آت . 

البدايات ...
شهادة لك أنك صمدت . انظر إلي ندوبك الظاهرة والخفية ،  بفخر من جاز في ألم ولم ينكسر أمامه ، من عاش في صراعات لم تطح به أرضا . انظر إلي نفسك في المرآة ، لا تبحث عما ينقصك أو يعيبك ، بل انظر بفخر  ، وامتنان ، وتحدي .  كل ما مررت به سواء أحببته أم كرهته،  شكل الإنسان الذي أنت عليه الآن .
أنت عمل لم ينتهي الله منه بعد . 
البدايات رائعة والنهايات مرجوة  ولكن ... 
(الكنز في الرحلة)!!



صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...