Tuesday, 26 January 2021

من قلب الضجيج




 كنت كلما هدأ الضجيج المعتاد من حولي ، وعدت إلي نفسي ،  اكتشفت حاجتي الشديدة إلي أن أستكين إليها و أؤلف صحبتها ؛ فأنا معي في كل وقت ، وأنا من يتبقي لي في نهاية كل يوم 

...لكن

...في سكون الليل  

تئن وحدتي أنين مزعج بعد أن نجحت الضوضاء المعتادة و الانشغالات اليومية في التغطية علي صوتها..  

من هنا ومن هناك  ،يوجد ضجيج مستمر ..

ضجيج السيارات  ، ضجيج الباعة ، المارة ، الأعمال ، الأحاديث ..حتي ضجيجي الداخلي بأفكاري ومشاعري الأخري أحيانا ...

أما الوحدة فيسمع صوتها في الليل أقوي وأوضح ، أو أحيانا في بداية اليوم ، أو في لحظات السكون و الفراغ والصمت و عدم الاختلاط بالناس . 

أنين مزعج وكأنه يكبر في داخل جوفي بدون أن أدري حقا مصدره و أين يقبع و كيف أسكته..  

رغبة في الاحتضان تهاجمني حتي في وسط يومي .. 

أكره ضعفي و احتياجي وأكره الاعتراف بهذا .  

أكره هذا الأنين المزعج والجوع الذي يأبي أن يشبع بشتي الوسائل 

أكره حدته في أوقات عزلتي .. 

هو جوع يدفعني للسعي نحو المطلق ؟ نحو الله؟  

ألتمس وجه الله غالبا ، وأصلي



ولكن حتي في مسعاي هذا أواجه صوتا مزعجا يتردد بعقلي : "حتي مسعاك الروحي مريض ، فما زال الأنين الداخلي لوحدتك و جوعك عال ومؤلم " ! 

ماذا أفعل ؟! 

هل مقدر للإنسان أن يشقي و يصارع دوما معاركه الخفية في الحياة بهذا الشكل ؟ 

ماذا علي أن أفعل ؟ 

أين أخطأت وأين أصبت ؟ 

هل أتأمل دواخلي بشكل مبالغ فيه ؟ 

هل أفرط في الشك في نفسي وفي مسعاي ؟ 

هل ينتهي الصراع ؟ 

هل أصمد ؟ ...



Thursday, 7 January 2021

ما بين الأزمنة ..





 (تحت تأثير أزمنة الكورونا 2020 )
 
...الحاضر.
الموت يحوم في شوارعنا و لكننا فضلنا الصمت.
او ملء الفراغ بحديث عنه لا يشبع فضول نفوسنا ولا يريحها. 
نسمع لصراخ المكروبين به ، ونري وجعهم ، وما باليد حيلة سوي قلوب أثقلها الهم ،رفعت أعينها للسماء .
و  ما دام الموت ليس زائرا لبيتي فلماذا أهتم(من الهم ) ؟!
كل ما أسمعه هو قيل وقال ، شتات من أخبار و لو اني لا أسعي وراءها إلا أنها تجد طريقها لي من آن لآخر  ..لا أدري إلي أي مدي سأستطيع التماسك أمامها 
الكوميديا. ... مهربي وملاذي 
حتي وإن كان محتواها هو في الواقع سبب لنكبة غيري !
فلا بأس ببعض الضحك ، يقولون انه دواء ، ولم لا ، فهو دواء لن أضطر أن أعاني للحصول عليه أو أعاني حتي لأدخل مكانا يوفره لي ! 


...المستقبل .
 أين المستقبل ؟
في أحلام يقظة هي أيضا مهربي 
مستقبل وهمي ، ولكني تشبثت به 
كطفل يمسك بألعابه لأن عالمه الافتراضي الذي يصنعه بقصصها هو ما يلهيه .
كيف أحلم بمستقبل و كل ما أراه هو ضباب ...


الماضي ؟
آه... لقد كانت ذكرياته ضيف ثقيل الظل في الأوقات الأخيرة .
يبدو أن الماضي حفر في داخلي ثقوبا لا أدري هل يكفي العمر لملئها أم أني سأضطر  أن أقبلها كجزء من كياني و أتعايش معها .
تركته و لكنه لم يتركني قط.  
عالقة أنا بين الأزمنة 
وفي الحقيقة أنا لا أملك منها سوي تلك اللحظة 
سوي الآن . 
الآن فقط ...
والآن أتنهد 
وأعلم أن تنهيدات كل الخليقة قد بلغت اليك يا الله ...
تسمع أنينها 
وتري 
وتعمل....

Monday, 4 January 2021

زمن الحب

 


عدت لأؤمن بالحب ، بعد أن كنت قد كفرت بالحياة 
عدت لاؤمن بالحب فعاد إيماني بالحياة .فربما فيها ما يستحق العيش من أجله .ربما فيها لحظات نعانق فيها الأبدية و نري قبسا منها ، فتتلون الحياة ، وتكتسب طعما ومذاقا ، وتشتعل من جديد رغبتي في الخوض فيها.


لقد بدأ مفهوم الحب  ينضج بداخلي .
لم يقتصر علي الحب الرومانسي .
لكنه اتسع .

...."عدوك عدم التصديق " .
هكذا أخبرني شخص عزيز.
و اخترت أن أجازف و أصدقه  
اخترت التصديق لأهزم الشك 
و مما اخترت تصديقه ، هو أنني أستحق الحب  
أستحق أن أحب نفسي وأن أحب من آخرين .
لا لسبب معين، فقط لكوني أنا ، بكل ما أنا عليه و بكل ما بي من صفات 
اخترت التصديق و العيش علي هذا الافتراض  ، فربنا حقا عدم تصديقي وقف حائلا أمام الحب ، ولم تكن المشكلة الحقيقية في الحب سواء عدم وجوده أو تشوهه، ولكن كانت المشكلة في أنا ، في استقبالي للحب !

رأيت الحب في الاهتمام ، في جملة "طمئنيني عليك " 
في عبارة "لقد فرحت لرؤيتك " "سعدت لسماع صوتك "
"سرني حديثنا معا " " لقد استمتعت بقضاء هذا الوقت معك " 
حتي أن أحدهم أخبرتني بأن وجودي في حياتها هو استجابة لصلاتها بعد شعورها بالوحدة و الوحشة بدون أصدقائها، فاكتسبت صديقة جديدة ! 

وجدت الحب  عندما فتحت نوافذي و سمحت لنفسي برؤيته ..
عندما ازلت أسواري العالية التي حالت دون رؤيته..
عندما بدأت أحبني فأصبحت مؤهلة لاستقبال الحب ..

لا عجب عندما أجد ترجمة "فمررت بك ورأيتك و إذا زمنك زمن الحب " تكون : 
"I walked by again. Then I saw that you were old enough for me to love you "

"When I passed by you, I realized that you were ready for love"

"Later I passed by, and when I looked at you and saw that you were old enough for love"
ربما حقا ، حتي في حبنا لله ، نحتاج أن ننضج و ينضج مفهومنا للحب ، لنحبه ..
و قياسا علي ذلك ، ننضج و ينضج معنا مفهومنا للحب ، لنحب أنفسنا والآخرين ...
إذا ، ليس للحب زمن ، بمقياس الزمن الأرضي ..
  بل زمن الحب هو الوقت الذي ينضج فيه الحب بداخلنا ..لنستقبله ونعطيه ..لأنفسنا ولآخرين ..

Friday, 1 January 2021

الوحدة ولا الونس ؟!





  يمكن محتاج تبقي متصالح و في سلام مع نفسك و حليت مشكلتك مع إحساسك الداخلي بالوحدة   
قبل ما تقرر تربط نفسك بحد عشان متحطش عليه حمل هو مش قده عشان هو بني آدم ومحدود بردو ..


‏يمكن رحلة البحث عن ذاتك لازم تخوضها كده لوحدك ..ماسك في ربنا 
..متحرك عايز تعرفه وتعرف نفسك معاه وبيه .. مسنود بناس و مشاركهم أكيد 
.... 
  مربوط برباط الجسد الواحد ككنيسة 
او جماعة مؤمنين
مش برباط الجسد الواحد كجواز 
..عشان لما تيجي بوعي كامل تقرر ترتبط بحد برباط الجواز ..تبقي بتتقابل معاه بعد ما اتقابلت مع نفسك (الحقيقية ) ..بعد ما إلي حد كبير 
فهمتك و اتصالحت مع نفسك !
ويمكن لو مش عارف تبقي في رباط جسد واحد ككنيسة او مجموعة مؤمنين يبقي  ده بيشاور علي مشكلة آخد بالي منها لأني مش هعرف أبقي في جسد واحد كجواز !!

‏يمكن لو لسه مش عارف تتونس بربنا و بنفسك و بالعلاقات اللي بالفعل موجودة في حياتك ...مش هتعرف بردو تتونس (حقيقي ) بحد جديد .. 
لحسن (تستعمله) و متبقاش قادر (تتقابل معاه) كشخص حقيقي ..
ويبقي زي الاضافة الجديدة لحياتك اللي حبيتها وهي جديدة بس بعد كده 
فقدت رونقها ومش عايزها ..
لحسن تاخده سد خانة ...تاخده ملتمس شبع مش هو اللي يقدر عليه..  فتاكله معاك  وتسحله !


‏"ما لم تشعر بالطمأنينة في وحدتك، لن تعرف أبدًا إن كنت تختار رفيقًا بدافع الحب أم الوحدة"

صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...