Wednesday, 11 September 2024

صرخة سقوط

 


إلهي .. 

اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي 

بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي 

الهي 

أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال 

أشعر بذنب ثقيل 

أشعر بثقل في روحي و نفسي 

أكاد اري الحية من بعيد و هي تضحك لأن خطة حسدها الشريرة نجحت 

أريد أن احتمي برداء برك .. 

هذا الذي أعطيته لي بفدائك و موتك عني .. 

أريد أن أصرخ .. لا تشمتي بي يا عدوتي . اذا سقطت أقوم 

أريد أن أفعل كما أوصاني أبي الروحي : "قومي غطي نفسك بسرعة و اجري علي أبوكي حتي لو ابليس واقف يضحك عليكي و مطلع لسانه ضيعي عليه الفرصة " 

أبي .. 

تلك الابوة .. اعلنها  في روحي واضحة 

اعلان يخرس كل اصوات المشتكي 


أبي .. عندما تقع علي عنقي و تقبلني و أنا في قمة هواني 

هذا سيشفي اعماق نفسي المريضة 

سيشفي جذور الخطية .. من العمق 

أبي .. اعلم انك لا تريد لي أن أحيا في غربة و ظلام و تيه .. 

اجذبني نحوك 

انر ظلمة نفسي 

و اهدني في طريق مستوية … 


Saturday, 7 September 2024

انت تعرف أفكاري

 




انها الثانية بعد منتصف الليل 

نداء استغاثة الي الله من نفسي 

من أفكاري التي تعذبني منذ العاشرة بعد عودتي الي المنزل .. 

يعتصرني الذنب و تأنيب النفس بسبب وقوعي في خطأ ما 

لا أستطيع المضي قدما من حينها .. 

لماذا لا أستطيع تصديق أن "أنسي ما هو وراء و أمتد إلي ما هو قدام " 

أكاد اشعر في داخلي بتيه ربما يشبه لحد كبير ما استشعره قايين بعد خطيته 

و اشعر بوحشة و اغتراب عن الله تشبه ما شعر به آدم و حواء بعد سقوطهما 

أشعر بحزن داخل نفسي يخيم بسواده حول روحي و يحبسها في ظلام 

أشعر بوحدة .. 

و أشعر بثقل شديد و بعدم الرغبة في اي شئ.. 


الخطية مرض ..

و كأنها فيروس هاجمني و ما ان تمكن مني حتي ظهرت اعراضه جلية كما وصفتها .. 

لكن يا الله 

اشفِ أولا فكري المريض الذي ما زال يصدق اني بالكلية مرفوضة حينما أُخطئ 

جدد ذهني بأنك تحب المريض لكنك تكره المرض 

و بأن المرضي هم من يحتاجون الطبيب لا الأصحاء كما قلت 

و أنا أحتاجك ..

نفسي و عقلي و جسدي و روحي 

كلي أحتاجك 

اشفي اراداتي الضعيفة وجسدي الذي يثور عليّ و يتعبني 

اشفي عقلي بتجديدك لذهني و كل أفكاره الخاطئة .

اشفي نفسي من أمراضها أيا كان سببها .. 

يا الله 

أستشعر في داخلي شعور بعدم الأمان اشعر انه سيكاد يبتلعني ..

اشعر بعدم امان رهيب تجاه الغد .. 

عدم امان وظيفي و علاقاتي ....

هبني أن أجد أماني فيك 

و أصلي كما صلي القديس أغسطينوس هذه الكلمات 

هبني أن أدرك ما أدركه ...و أحياه ! 


"أنت تحتضن وجودي برعايتك إياي رعاية كاملة دفعه واحده، وتحتضنني على الدوام، كأنك لا تتطلع إلى آخر سواي!!


تسهر عليّ، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها.


تهبني عطاياك، وكأني وحدي موضوع حبك.


بصلاح حلولك الدائم في كل مكان، تسرع إليّ دومًا بمعونتك متى وجدتني متأهلًا لقبول عونك...


إلهي... حيثما أكون أجدك أمامي لأنك حال في كل مكان وبنعمة حلولك هذا أتقابل معك أينما أكون حتى لا اهلك لأنه بدونك ليس لي وجود.


إنني أعترف لك إذًا أن كل أعمالي أيا كانت طبيعتها فإنها مكشوفة قدامك تتطلع إليها أكثر مني وتعرف فاعلها.


إنه لا يوجد قط شيء أنت لا تعرفه... أفكاري ومقاصدي وأفراحي. وأعمالي... ليس شيء من هذا غير مطروح أمام اهتمامك الأبدي.


إلهي... أنت تعرف أفكاري في أعماق غموضها. إلهي... أنت لا تجهل جانبًا ما من جوانب روحي. أنت تعرف هدف أعمالي وما يجول بذهني وطبيعة مسراتي... 

عيناك تترقبان هذا كله وأذناك تنصتان إليه "....

Sunday, 1 September 2024

أسرار

 







كيف أُسّكن قلبي قدامك .. 
هذا الذي يلومني دوما ، و يعتصره شعور الذنب مرارا و تكرارا 
لكن "إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا و يعلم كل شئ "
". من سيشتكي علي مختاري الله . الله هو الذي يبرر " 



كيف تهدأ نفسي ..
و هي دوما محمومة بالقلق ..
ماذا سيحدث غدا و ما تبعيات ما حدث اليوم .. 
و ماذا يجب فعله من قائمة مهام لا تنتهي أبدا،  بل بمجرد أن نحذف واحدة نجد اثنتين قد أضيفتا ! 



كيف أرتاح فيك 
تلك الراحة التي قيل عنها "فلنجتهد ان ندخل الي تلك الراحة … 
فلنتقدم بثقة إلي عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه " (عب ٤ : ١١ ، ١٦ )



 
كيف يا أبي أحيا فعلا حياة البنوة 
ما لم تعلن داخلي و روحك يشهد لروحي اني ابنة الله 
و كابنة فأنا وارثة ايضا 
و الذي قد وهبنا ابنه يهبنا معه ايضا كل شئ .. 
سلامه و فرحه و أمان الوجود في ستر جناحيه 
أمان المعية 
ذلك الأمان الذي لا يرتبط بواقع منظور .. 
فأتشدد كأني اري من لا يُري …




كيف أتخلص من شكوكي التي تغرقني كلما حاولت أن
 أخطو خطوات للأمام .. 
لست أفضل من أحد 
أنا أراني في شك بطرس و توما و غيرهم 
و أري فيك احتوائك لضعفهم الانساني و تقبلك له ،بل و تشجيعك لهم علي المضي قدما ناظرين نحوك و لامسين يدك ..



كيف يا الله تراني و أراك فيفرح قلبي و لا ينزع أحد فرحي مني … 



كلها أسرار 
لن أفهمها بعقلي  
لكني اشتاق أن أحياها .. بالروح ..

Saturday, 20 July 2024

اليوم تذكار رحمة و رجاء





 اليوم 
 أوّدع شكوكي  في عمل الله 
لقد رأيت عمله بالفعل 
"قد علمت أنك تستطيع كل شئ ولا يعسر عليك أمر " 
 "و انه "لا يستحيل علي الرب شئ
 
اليوم ..
 أقف معقودة اللسان و بداخلي يرقص فرحا استجابة لصلاة من وراء دموعي منذ وقت طويل صرخت فيها  
  "فرّح نفس عبدك لأني إليك يارب ارفع نفسي " 


 
اليوم…
 أنا مازلت خائفة بالرغم من رؤيتي لك يا الله
 بوضوح لا يقبل الشك 
لكني سآتي بخوفي إليك 
و سآتي بضعف ايماني اليك 
و سآتي بضعفي أمام عدو يتصيد الفرص لايقاعي في الشك 
و يحسدني علي فرحي بك و يحارب  الوحدة والحب بكل أشكاله .. 
أشم رائحته بوضوح 
و أستطيع أن أميز أفكاره المسممة التي تحزنني او تدعوني للتصرف بمعزل عنك يا الله 
كما فعل هو قديما
انا لا اريد ان انفصل عنك
لا اريد حياة لست انت فيها 
فهلاّ قدستني لك 
انا اناء مخصص للكرامة 
للاتحاد بك و للعيش معك و من اجلك و لكي تتمجد فيّ و من خلالي 
لا تسمح لعدو الخير ان يجعلني إناءً للهوان .. 


اليوم 
انا أصادق انك صالح و مراحمك كثيرة هي جديدة في كل صباح 
اليوم أكتب لأذّكر نفسي بكم صنع بي الرب عجائب 
كما اوصيت شعبك قديما ان يجعلوا عصائب علي اعينهم و يحفظوا شعائر و طقوس تذكرهم بعملك معهم في القدم 
أريد ان أتذكر عملك معي 
لكي في يوم ظلمتي تنير هذه الذكريات عتمة أفكاري و تشدد ايماني و تقوَي رجائي 

Friday, 21 June 2024

الأحلام

 



بحب ترنيمة 

(انا جاي لك قلبي ذليل )

و كنت باجي عند الجزء بتاع (انا ضامن فيك أحلامي) وبعطل .. 

مش قادرة اقول .. لسان حالي بيقول (هي فين الاحلام دي ؟  انتي اصلا ماشية علي موود البقاء والنجاة .. لليوم فقط .. للفترة دي فقط 

و كنت حتي مش قادرة اصحّي  حتة الحلم  دي تاني جوايا 

النهاردة .. ربنا باركني و بقيت عندي بوادر أحلام ..

قادرة اوي افتكر وقت كنت بصلي فيه بدموع و رفعت قلبي و قلت  فرح نفس عبدك لاني اليك يارب ارفع نفسي ) 

و باركني بناس في حياتي مدوا ايديهم و ساعدوني و طلعت من الحتة الضلمة اللي كنت فيها 

اتفتحت طاقات نور و بقت عينيا قادرة تشوف ان فيه رجاء في بكرة 

و ان ممكن احلم 

و بعتلي  حد  احلم معاه

و حد يخليني اصدق ان فعلا ايامنا مضمونة لان مش احنا اللي هنمشيها بدراعنا لكن يسوع هو اللي هيقودنا .. 


النهاردة انا عايشة استجابة صلوات و ده مفرح قلبي اوي اوي 

ممتنة يارب علي الجمال اللي انا شايفاه .. كل شئ حسن جدا لانه من ايدك انت 

كل شئ مفرح لأني انتظرتك

و كل ما فات مرارته في حلقي بتختفي 

(لأنك تنسي المشقة كمياه عبرت تذكرها) 

شايفة ايدك اوي اوي و عملك و ده مديني دفعة ثقة قوية في اللي جاي لاني اختبرتك و برغم كل شكوك و مخاوف جوايا عايزة اتشجع اني انتظر اشوف عملك (الحسن جدا) في كل تفصيلات الطريق الجاية .. 

و عايزة اتشجع أحلم و أضمن فيك أحلامي 

أحلم معاك 

بس انت اللي تحط علي قلبي الأحلام التي بحسب قصدك و مشيئتك من حياتي 

أحلام تمجدك و تظهرك مش أحلام لخدمة ذاتي ..


Monday, 10 June 2024

القادر … معك

 



هذا الصباح

استيقظت و رأسي  مثقلة بعدة أفكار .. 

أتممت عامي الثلاثين منذ أيام قليلة 

وأنا سعيدة بكوني أكثر حكمة و نضوجا من نسختي القديمة في العشرينات 

لكني قلقة .. 

 أشعر بالخوف من مسئولياتي وما عليّ القيام به و مما انا مزمعة ان اخطو إليه …

ربما لأني باحثة عن الكمال و أريد أن أؤدي كل ما يوكل إليّ علي أقصي قدر من الدقة و الكفاءة 

و ربما لأنني أخشي النقد من الآخرين و من نفسي 

أو ربما لاعتقادي الدفين المحوري بأن قيمتي تعتمد علي مستوي أدائي و انجازي  

و يبدو أن كل هذه الأسباب مترابطة ببعضها بشكل ما و قد يكون السبب هو كلها معا 


في صباحات كتلك ، أواجه صعوبة شديدة في تهدئة عقلي لأخذ وقتا هادئا و أجلس مع الله و مع نفسي


اليوم جاهدت لأفعل هذا …


يا الله 

انا من يصعب عليها جدا البكاء أمام أحد 

وجدت نفسي و تنساب مني دموعي بسبب قلقي المفرط أمامك 

أشكرك لانك همست بداخلي بأنك تقدّر انسانيتي و ضعفي

ولا تلومنني 

بل بالعكس تريدني  أن أختبر انسانيتي بالكامل كما فعلت انت 

في شخص يسوع المسيح .. 



عندما أعلنت أمامك انني اريد منك قوة 

لتعينني علي مواجهة مخاوفي و تحدياتي 

تكلمت لي بوضوح تطمئنني :

" القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا " 

و أنا أؤمن ان القوة التي أقامت يسوع المسيح من الأموات قادرة ان تعمل في حياتي 

و تقيمني من شعوري بالضعف و العجز و صغر النفس 


تذكرت موسي و جدعون و ارميا .. 

لا اريد ان انظر الي ضعفاتي كما ركّز موسي علي ثقل لسانه 

ولا اريد أن أقيّم نفسي بناءً علي معايير الآخرين كما نظر جدعون لنفسه بأنه هو الاصغر في بيت ابيه و عشيرته هي الصغري 


ولا اريد أن أقول اني صغيرة السن و مسئولياتي كثيرة عليّ 

كما قلت لارميا "لا تقل اني ولد " 


كما أقمت يسوع المسيح ورفعته ليجلس عن يمينك في السماويات "فوق كل رياسة و سلطان و قوة و سيادة " 

أؤمن انك تستطيع ان ترفعني فوق كل أفكار خاطئة و مشوهة عن نفسي و عن قدراتي 

و فوق كل مخاوف تشلني و تصيب حياتي بالجمود و العطب

و تعطل نموي و عملك من خلالي و في داخلي 

أؤمن انك (القادر ) و اريد ان أرددها في نفسي كثيرا حتي ينغرس هذا الحق في اعماق كياني و يزيل بنوره ظلام افكاري البالية التي لم يعد لها حق السلطان عليّ و علي تحريك حياتي .. 


قل لي يارب و اهمس بداخلي بوضوح

(اني اكون معك ) 

 (قض ٦ :١٦ ) (ار ١ : ٨ )

لأن هذا هو ما طمأن رجالك قديما 

وهو ما استند عليه ليطمئنني … 

Wednesday, 29 May 2024

الانتظار



يمكن كان لازم ادوق الجوع الشديد 

و اختبر فعلا المكتوب في تثنية (اذلك و اجاعك ) عشان لما اختبر الشبع ابقي بقدره و عارفة قيمته 

و ادوقه بجد لاعمق حتة فيه 


"وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟

فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ."


احيانا بنعرف معني و قيمة الحاجة من اختبار عكسها . 


يمكن كان لازم احزن اوي عشان اعرف يعني ايه فرح بجد 

و كان لازم ابقي لوحدي تماما عشان اقدر يعني ايه ونس 


و كان لازم اختبر معية كدابة مش حقيقية عشان لما ابقي مع ناس حقيقية اقدر اميز الفرق 


كان لازم ادوق احساس فقدان البيت عشان لما اتحضن من ناس حقيقية احسن بدفا و امان البيت الحقيقي 

و مش حضن جسدي لكن حضن يعني احتواء و تصديق علي مشاعري المتلخبطة و اهتمام باللي هاممني و اعطائي  وقت ..

اغلي عطية ممكن حد يديها للتاني هي من وقته لان جزء من عمره و من تعاطفه لانه جزء من مشاعره ! 


يمكن كان لازم اُحبط مرة و اتنين و عشرة عشان اعرف ازاي عطايا الله مختلفة و مشبعة وكان  لازم انتظرها و هي بتاخد وقتها و ده مش وقت ضايع ده وقت الله بيشتغل فيه جوايا و في حياتي 

الله يعمل في صمت لكنه يعمل 

و كل مرة ابليس شككني في ده كان عندي تحدي ايمان إما افضل ثابتة في انتظاري او اني فعلا اصدقه و اشك في الله و اتمرد علي الوضع و العن الانتظار و اروح احاول احل مشكلتي بدراعي بطرق تزود جوعي اكتر و حزني يبقي اعمق 


انا ممتنة لوقت الانتظار 

ممتنة لعمل الله جوايا في الوقت ده و انه مازال يعمل 

ممتنة لكل مرة قعدت فيها و سكبت نفسي امامه بدموع.. بزعيق ...بكتابة …و احيانا بانين صامت .. 

هو سمع كل ده

كله متسجل عنده 

كل عتاب 

كل دبدبة في الارض زي الطفلة اللي عايزة حاجة و باباها مش بيديها ليها .. 

ممتنة يارب انك صبرت عليّ 

انك بتكبرني 

ممتنة انك بابا 

ساعدني افضل اباركك و افضل اتضع امامك لتعلمني 


"فَمَتَى أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ تُبَارِكُ الرَّبَّ إِلهَكَ لأَجْلِ الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ الَّتِي أَعْطَاكَ.

اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ"و

 هتفضل الآية دي  بالنسبة لي شعار و مختبراه .. 

" انتظر الرب . ليتشدد و يتشجع  قلبك و انتظر الرب

Monday, 15 April 2024



أمضيت اليوم بأكمله أشاهد حلقات مسلسل . لقد كنت أهرب من نفسي .

 انتهت أيام الاجازة و انا مثقلة جدا من فكرة وجوب استئناف معركة الحياة بعد هذا الفاصل القصير . لا أحتمل مجرد فكرة أن غدا سأعود لروتيني الاسبوعي.. . زحام المواصلات ، رتابة العمل الحكومي و

محاولاتي المستميتة لقتل ملله بالقراءة ...


الاسراع للحاق بمواعيد العمل المسائية و الصراع مع الوقت لانهاء هذا العمل في وقت غير متأخر .


تثقلني و بشدة هموم الغد و لا أستطيع حقا

أن أسكت عقلي بأنه "يكفي اليوم شره " .. 



لم أغادر المنزل اليوم 

و لكني لم أسترح حقا 

لم يرحمني عقلي من تأنيب نفسي لأني غير منتجة و لم أفعل شيئا مفيدا اليوم .. 

يلتهم القلق -بشأن المستقبل القريب و البعيد- عقلي .. 

اجهدته حتي ينام 

عله ينعم ببعض الراحة .. 


هربت منك اليوم يارب 

ومن نفسي 

ادرت عنك وجهي و انا احاول بطرقي الخاطئة التعامل مع قلقي 

تلك الطرق التي ألهتني عنه لوقت قصير لكنها زادته حدة فيما بعد و عمّقت من شعوري بالوحدة و الانعزال و الشفقة علي النفس .. 


استيقظت اليوم التالي منهزمة و لم اذهب

للعمل 

ما نفع ٧ ساعات من النوم لراحة جسد عقله منهك تماما و أعلن عجزه عن ادارة هذا الجسد ! 


هذا اليوم عدت لاتزاني قليلا 

ادركت كم يكشف لي قلقي عن محدوديتي و عن عدم قبولي لها 

جزء كبير من قلقي هو بسبب رغبتي الدفينة في السيطرة علي أموري 

رغبة شديدة في ان تجري الأمور كما اريدها .. و هو ما لا تعطيه الحياة 

"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " كما اعتدنا القول .. 



يا الله 

ساعدني ان أقبل محدوديتي 

ساعدني أن أحيا هنا و الآن 

ساعدني أن أتذكر دائما كم كنت معي في الماضي و أنك لن تتركني وحدي فيما هو قادم 

ساعدني ان اتعلم من أبي ابراهيم 

أن ابني مذبحا لاتذكر عظم صنيعك و أمتن لك 

و اتذكر دائما اني في (خيمة )

و ان(  هنا ) ليس مستقري النهائي 

ذكرني دائما بغربتي 

و لا تغربني عني و عنك 

اجذبني نحوك 

بأشواق جديدة كل يوم ... 

 

Tuesday, 2 April 2024

عن العلاقات

 





من كذا سنة ، و انا بحاول اكتشف نفسي
واتعامل مع صراعاتي .. 
قفلت عليّ باب أوضتي  
وجمعت كتب 
و قلت بس خلاص 
حطيت رجلي علي اول الطريق الصح 
انا هصلحني! 
هعرف .. و هصلي و مش محتاجة حد


و في عالمي الضيق.. 
توهت جوايا
والعلم نفخني ...
و اتكعبلت تقريبا في كل حاجة اكتشفتها …


بعد وقت 
فتحت الباب 
لناس خبطت بالراحة 
احترموا خوفي 
و قفلتي علي نفسي… 
 اخترقوا اسواري المزيفة بمحبتهم ..


و اوقات كمان طلعت بره الاوضة
عن عمد .. 
وانا ركبي بتترعش ...
جوايا جزء حقيقي عايز يتكلم
وجزء مزيف بيخوفه 
و يسد بقه


الجزء الحقيقي عايز يتشاف 
و عايز يختبر يعني ايه علاقة بآخر 
غير الله 

 وقتها ادركت الله من علاقات 
قبلها كنت بس عارفة عنه 
لكن معنديش ادراك
معنديش اختبار معاش للي اعرفه 


لما شفت قبول ابويا الروحي ليا و انا في قمة الخزي
ادركت يمكن لمحة من قبول الله الغير مشروط 
لما شفت احتواء لضعفي من حد بيحبني 
 من غير احكام 
من غير نصايح 
من غير محاولة لتغيير موودي الوحش 
ادركت ان الله كمان مقدر انسانيتي 
و مشاعري المتقلبة 
و ضعفي في اوقات كتيرة 


مرة حد حكيم قالي 
احنا بنكتشف نفسنا في العلاقات 
و مصدقتهوش غير لما فتحت الباب 
وجربت !
بس لسه بخاف

لكن … 
اكتر اختبارات انسانية في علاقات لمست قلبي و عملت فرق في كياني
هي اللي اتحركت لها و انا من جوايا بترعش من الخوف ! 
فجزء جوايا مصدق اني لازم اتحرك 
ناحية علاقات آمنة
بالرغم من اصوات الخوف اللي جوايا اللي بتقولي 
لأ .. اجري 


 ويمكن فعلا اكتر حاجة ممكن تسبب وجع 
هي العلاقات 
بس هي اكتر حاجة كمان ممكن تشفي ! 


و مؤمنة ان اي اختبار انساني في علاقات حقيقية بيفضل عايش جوايا 
حتي لو الناس دول مبقوش موجودين 
بيفضل تأثيرهم جوايا كأنهم سابوا بصمتهم المميزة كده جوه كياني 
بتمر مواقف فبفتكر حاجة قالوها 
او اعدي من مكان معين يفكرني بيهم 


العلاقات حية 
و بتحيينا 
و لو في اوقات من حياتنا 
اتأذينا بسببها والاذي فضل بردو سايب اثاره 
فالمحبة اللي جوه علاقات آمنة
بيباركنا بيها الله 
تقدر تزرع بذور حب جوانا 
 و تكبر ..
فتخنق زرع الاذي .. 


Sunday, 28 January 2024

البرد





لازمت المنزل ليومين متتاليين حتي الآن . نزلة برد غير مرحب بها فرضت عليّ راحة اجبارية و عزلة, اضطررت فيها ان اواجه نفسي وجها لوجه بدون أي مشتتات . 


 لطالما وجدت ان هذا هو الجانب الأصعب من المرض . لا أقلل من تعب الأعراض الجسدية لكني اعتقد بأن المواجهة الحتمية للمرء مع نفسه في الأيام التي تجبره الظروف فيها علي ذلك ، هي الجانب الأصعب من المرض . 


 يطالبني جسمي بالنوم ، حسنا ، أمر جيد

 فالنوم يهدئ عقلي قليلا .. 


 ثم يتنبه عقلي .. و ما ادراك ما معني انتباهه ! 

 تارة يفكر في مخاوف قادمة ، و ما أبرعه علي تخيل سيناريوهات مستقبلية و يبنيها الواحد فوق الآخر حتي تحيط عقلي بسياج اسود عالٍ و يغرقني في رثاء النفس و القلق …


 صوت رقيق يهمس بداخلي: "لا تهتموا بشئ ، بل في كل شئ بالصلاة و الدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدي الله . و سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و أفكاركم في المسيح يسوع " 

 و نور رقيق يتسلل ذلك السياج و يبدده تدريجيا كلما وجهت نظري نحو النور ، و ليس السياج …


 لانت ملامح وجهي قليلا و ارتسمت علامات ارتياح بعد ان كان متجهما .. 

و

 بينما انا في سكوني هذا ، تسللت إليّ فكرة اخري " يا لك من ضعيفة وحيدة .... ينهشك احتياج و لا 

يبالي به الله . فلو كان يبالي ، ما كان تركك لتعاني منه ! " 

 و فحيح منفر يتخلل الكلمات .. ربما اشبه بما سمعته المرأة الأولي قديما .. حين تعرضت لتشكيك و غواية بأن تدبر أمرها بنفسها وتولي الله ظهرها .. 

 و هذه الأفكار المسممة تلبس غلاف لامع جذاب .. لكنها في الحقيقة تميت ..


 و بينما يتلوي داخلي من الألم لهذه الأفكار ، اذا بصوت هادئ يهمس بي 

" وأنا لست وحدي ، لأن الآب معي " 

 و شعرت و كأن كياني ينفلت من فخ كان يطبق علي قدمي و يشل حركتي ..

وكلما صدقت الصوت ، انفتح الفخ حتي انكسر تماما 


 لا أكذبك قولا . تمر عليّ أوقات مثل هذه و ابتلع الكلام المغلف تماما كما ابتلعت حواء من الثمرة ، و أولي الله ظهري و أنحيه جانبا وكأن لسان حالي يقول (اعرف كيف اتصرف . أعرف كيف أحل مشكلاتي بنفسي ؛ فطويلا انتظرت و لا شئ خارجيا يتغير .. " 

 وككل محاولات يسردها التاريخ منذ بدء الخليقة لفعل هذا الأمر ، تكون النتيجة ان تزداد الأمور سوءا .. 

 فياللسخرية .. ربما فعلت ذلك لأني أخاف علي نفسي ، فإذا بي أحيا في خوف تام يحيط بي كجلدي وأواجه عريي ، و حقيقة مؤلمة تدوي

 في كل كياني بأني بالفعل وحيدة جدا ..أعاني خوف الانفصال و الاغتراب .. اردت الهرب من الخوف و الوحدة ، فغصت فيهما أكثر فأكثر … 


 لحظات ادرك فيها كم احتاج الي هذا الستر الدافئ .. الذي يغطي عريي 

و يطمئن كياني

Tuesday, 23 January 2024

..






انتصف الليل و ساد الظلام و هدأت الأصوات و بقيت مع ضوضاء رأسي ووهج شاشة هاتفي احاول الهاء عقلي بمحتوي متنوع من مقاطع الفيديو الغير هادفة التي تتوافر بلا نهاية علي صفحة الفيسبوك .. 

قبل قليل امسكت دفتري و كل ما كتبته ينطق بجملة واحدة (انا قلقة جدا ) وهذا القلق سيلتهم عقلي لو لم الهيه عنه قليلا ..


 لقد صليت ، ولكني لا استطيع يا الله ان ارخي يدي تماما عما يقلقني و اتركه في يدك ربما هذه علتي مازلت لا استسلم تماما و مازلت اقلق من غرق مركبي و انت علي متنها !



 وقد كسرت حاجز صمتي و شاركت اخرين بأفكاري و مشاعري .. لكن تظل هناك اوقات اواجه فيها زخم من المشاعر القوية و الافكار المثقلة بمفردي تماما .. تنهال كأمطار غير متوقعة و بكثافة غريبة ! 


 بينما ادون .. لمح امامي ادراك بأننا في وضع عالمي نعاني كلنا فيه من القلق بشكل او بآخر فلا داع لاضافة حمل علي رأسي بأن قلقي مشكلة شخصية تماما

 ربما كان الفارق بيننا في كيفية تعاملنا مع قلقنا .. وهذا ما احاول ان اتعلمه أكثر .. 


 مازلت اصارع ان احيا (هنا والآن ) و انه "يكفي اليوم شره " 

مازلت اواجه مخاوف من الغد تضفي علي كياني سحابة سوداء كثيفة و تشل كل قدراتي الابداعية او قدرتي علي الحلم مخاوف تضعني في وضع (البقاء ) و ليس (الحياة )
 Surviving not living


 و حقا "الخوف له عذاب " فما احوجني يا الله الي 
المحبة الكاملة تلك التي "تطرح الخوف الي خارج "

 وكطفلة خائفة ترتجف ، ما احوجني الي الاختباء في هذا الحضن والحصن فلا تصيبني سهام الخوف التي يتلذذ العدو بالقائها صوبي 

 فهلا خبأتني الليلة ؟!

Thursday, 7 December 2023

(PMS) وحش ال



 يمكن بنختلف كبنات في الاعراض اللي بنحس بيها في الفترة دي بس بالنسبة لي بيكون تعب عام و بكون نفسيا مثقلة جدا و هشة: اقل حاجة تأثر فيا، و بكون متوترة وعصبية زيادة عن المعتاد …

و عارفة اني في الوقت ده بضايق ناس مني بسبب غضبي ، و بكون كارهة الحياة اليومية بتفاعلتها و احتكاكاتها .. بتكون حمل تقيل 

باخد جنب اكتر و بنعزل و بيكون صعب عليا اعمل كذا نشاط في اليوم 

صعب من الناحية الجسدية و النفسية.


الوقت ده عامة بالنسبة لي وقت ثقيل جدا ومش بحبه 

اللي هو زقوا معايا الاسبوع ده بقي … 


النهاردة اتفاجئت بنفسي بفكر بمنظور مختلف ….

   (Pms)يمكن ال  

 مش لعنة زي ما طول عمري كنت مفكرة فيها كده 

يمكن دي فترة بتجبرني اقعد و أسمع لمشاعري اكتر و اقعد مع نفسي اكتر .. احاول اصاحبني و ما اهربش من القعدة معايا 

To try to be in peace in my own company 

بكتب اكتر عشان افرغ المشاعر الكثيرة اللي عندي و الافكار اللي وراها اللي بحاول اعرفها … و بصلي بعمق في الوقت ده مش عارفة بالتحديد ليه بس جايز عشان بحس اوي بالضعف و المحدودية و بحس بلسعات احتياج بتخليني عايزة اروح اكلم ربنا … عايزة لخبطتي اللي هي اكثر بكتير من لخبطة هرمونات تحتوي من كيان اعظم مني … 

   عايزة (اتلملم ) 

عايزة حضن كبير يلم كل الدوشة اللي جوايا و  الارتباك ده 

I want to feel whole !   

كأن جوايا اشتياق لحالة انجماع كياني الداخلي 

 ولاحساس بحالة هدوء و انسجام داخلي مش 

افكار و مشاعر بتسحلني و رغبات بتصارعني ...



احيانا محاولة الصلاة بتنتهي بدموع و شحتفة مش منطقية بالنسبة لي ، اصل حرفيا مفيش حاجة فظيعة حصلت تستدعي هذا الكم من الحزن 

بس بحاول اتعلم اني اقبل مشاعري مهما كانت غير منطقية 

هي جزء مني 

اه بقول جوه نفسي دلوقتي (يا سلام علي المثالية يا سلام .. ده انتي من نص ساعة كنتي عايزة ترمي نفسك في السرير تهربي من الحياة و التفاعل فيها لاجل غير مسمي -من غير منبه - !!)


بس عايزة اتشجع اني اقبل لخبطتي في الوقت ده 

واقبل اني مش منتجة و مش اجتماعية و مش نشيطة و الوقت ده مش بيحدد هويتي و لا يعرفني 

و ان أغلب الأشياء في  الحياة تمر بحالات..مش بتمشي علي وتيرة واحدة و هكذا اجسامنا و هرموناتنا و مشاعرنا …

(Pms)  و عايزة اتعلم اقبل نفسي و قت 

 زي ما بقبلها و انا بشتغل و بنتج و زي ما بقبلها و انا بخرج و اقابل ناس .. 

عايز اقبلني بكل حالاتي  .. ! 

يارب ساعدني اقبلني بكل حالاتي 🙏

Tuesday, 12 September 2023

إلي نفسي

 


    

أمر بأيام ثقال . وقد مررت بمثلها قبلا و عبرت سالمة فأحاول أن أطمئنك بأننا نستطيع فعلها ثانية .. 

لا أستطيع أن أقول "كوني قوية " و كل ذرة بداخلك تشعر بالوهن  

و الاحباط  و الانطفاء 


أحاول فقط أن أقول  " اسمحي لنفسك ان تحزني  و انهاري إذا لزم الأمر لكن لا تستقري علي هذا الوضع …  لا تستلمي للهوة 

المظلمة أن تبتلعك لعمق أسوأ " 



أصدقك قولا ، لا أملك إجابات 

لا أعرف هل هو أمر نفسي أم روحي ؟ 

لماذا هجم علينا الاكتئاب فجأة  ؟

لماذا تسرب إليك احباط ثقيل بأن لا شئ سيتغير و فقدتي الرغبة في مواصلة المسير 

و فقدتي أي رؤية محفزة للمستقبل تشعلين بها محركك لتمضي قدما … 



لا أعلم لماذا خرجت الأفكار عن السيطرة و أحاطت بعقلي كسياج عال منيع لا سبيل للفرار من سلبيتها و تكرارها المخيف المكبل .. 


و لكن أعلم أنك تحاولين الصراخ من خلفها و مشاركة بعضها مع آخرين 

محاولات صغيرة لكن 

هذا الأمر يفتح نوافذ تدخل هواءا و نورا لغرفة اشتد ظلامها و قل فيها الهواء و تخنقك بداخلها 

حتي و ان لم تخرجي 

لكنك تلتقطين أنفاسا 

و ترين وميض خافت يذكرك بأن هناك نورا و ان لم تعتاده عيناك لكثرة رؤيتها للظلام فقط 



أعلم أنك مازلت حتي هذه اللحظة و علي الرغم من ايمانك بقوة المساعدة الفردية ، مازلت تجدين  طلب المساعدة فعل شاق جدا حتي ممن مدوا ايديهم بحب و حنان غمرك قبلا ! 



مازال كبرياؤك و ربما خجلك و ربما خبرات خذلان سابقة و ربما فكرة ملازمة بأنك تثقلين الآخرين .. 

كل هذه الأشياء معا تتكاتف لمنعك من طرق أبواب المساعدة 

لكن … 

من سيهب لمساعدة صامت لم يصرخ (النجدة ) ؟! 

خصوصا إذا برعتي في ابداء مظهر خارجي و أداء عملي لا يستطيع أغلب البشر أن يفرقوا بينه و بين مظهر شخص يعاني .. 



أعلم أن أغلب التداريب يشق عليك عملها 

لا تستطيعين أن تمارسي الامتنان لما لديك 

لا رغبة لديك لتجربة رياضة جديدة 

لا تريدين الصلاة و بداخلك تثقل من جهتها و من جهة اخبار الله بنفس الامور التي تتعبك مرات و مرات 

لا رغبة لامساك ورقة و قلم و تدوين ما يضج به عقلك من أفكار متكررة تحيطه بهالة من السلبية 



أعلم أنك متحيرة و حزينة و غير راضية عن حالتك

لست أعلم علي وجه اليقين كيف سنخرج من هذه الحالة 

لكن حدسي يخبرني بأننا سنعبر منها .. 

تشددي 

Saturday, 19 August 2023

بعد العاشرة مساءً


بعد العاشرة مساء ، غالبا ما يتحول عقلي لقاض قاس .. يؤنبني علي كل خطأ فعلته و كل صواب لم أفعله وخطوات للأمام لم أتخذها .

قسوته تصيبني بالشلل فلا أنا أستمتع بساعاتي الأخيرة في اليوم ولا أنا أتحرك للأمام فعلا  و أتشجع بهذا النقد اللاذع . 

بل علي النقيض ، يلقيني هذا النقد في حفرة من الاحباط تزداد عمقا بزيادة النقد 


ثم بعد انتهاء قائمة الاتهام التي تحوي  الأعمال التي فعلتها أو لم أفعلها ، يتوجه بأصابعه مشيرا لأشخاص آخرين ، هذه المرة ليس بصفته قاض ، و لكن معجب ، مصفق ، فاغرا فاه و مادحا انجازات لآخرين . 


في هذا المشهد ، أنا المتهم الوحيد و الكل يظهر بصورة براقة و كأنهم ليسوا ببشر محدودين مثلي . الكل ناجح و أنا أواجه قائمة طويلة من تهم الفشل التي تري  أخطائي -الواردة - بشكل 

ضخم و تقلل جدا من أي تقدم صغير


 . وكأن عقلي يحلل حياتي ويومي بعين  مدقق املائي يبحث عن الخطأ الإملائي في مقال طويل فيفقد استمتاعه بجمال كتابته و محتواه لتركيزه 

 فقط علي بعض الأخطاء الاملائية -الواردة الحدوث - 

 

و لأنني أحاول أن أجد مخرجا من هذا ، فتلك المحاكمة تثير في داخلي شتي المشاعر السلبية التي لا أستطيع أن أحتملها ، إلا أنني في مرات كثيرة ، لا أحتج و لا أحاور هذا القاضي الظالم الذي يفتقر إلي الموضوعية . 

أجدني أستسهل  الهروب ، و لكنها محاولة بائسة يشاهدها المراقب من بعيد فيضحك هازئا و مشفقا في آن واحد . 


تمتد يدي بسرعة إلي هاتفي في حركة أصبحت من كثرة اعتيادها قهرية و كأنني أفعلها من دون تفكير . 


و في غضون عشرة دقائق فقط أتعرض فيها لكم هائل من الأخبار و المنشورات التي كلما رآها عقلي أضاف واحدا آخر ليضعني في مقارنة غير عادلة تماما معه ، أو أري عقلي يلهي نفسه في محتوي تافه غير مجدي من مقاطع الفيديو التي بطريقة عجيبة تجد طريقها إلي واحدا تلو الآخر في تتابع في ظاهره مسلي  لكن في باطنه يذهب العقل و يشتته  كثيرا و هذا مخيف ! 


ناهيك عن مزيج من الأخبار العالمية و الاقتصادية و تحليلات كثيرة تملأ خزانات القلق  لشخص بالفعل قلق ويتصفح هاتفه في محاولة للهرب من قلقه !!


وهكذا تمر دقائق طويلة ثم ساعات و يجرفني تيار العالم الافتراضي لعمق أسوأ من المشاعر السلبية مؤكدا انها محاولة هروب غير مجدية 

و كأنني أجري في مكاني في قفص الاتهام ذاته ظنا مني أنني أتحرك و أنال حريتي  ! 


Saturday, 17 June 2023

رسائل لم ترسل أبدا ٦

 





عزيزي 
في لحظات قاتمة من حياتي ظهرت 
لم أتسرع وأحسبك تحمل شعلة نور لتضئ أيامي المظلمة ، ربما كانت هذه أحلام ساذجة لمراهقة . 


الآن ، و قد أتممت عامي الثلاثين ، أعلم جيدا أن ظلامي بالأحري داخلي . قد يساعدني طرف خارجي لأري نورا و يضئ فعلا لي القليل ،لكنها بالأحري رحلة داخلية أخوضها أنا لأتعامل مع رؤيتي للأمور
ابكي و أصارع لأتصالح مع ما لا استطيع تغييره و اطلب معونة الله لأنال شجاعة لأغير ما أستطيع تغييره
وأساله حكمة لأعرف الفرق بين الأشياء التي أقبلها كما هي و تلك التي يمكن أن أفعل شيئا بشأنها … 

أعجبني حديثك عن عملك ، وأعجبتني فلسفتك في الحياة . كانت لغتك بسيطة  لا تميل للتعقيد بالرغم من تعقيد الأمور التي 
حاولت ابداء وجهة نظرك فيها .
 
أحببت رغبتك في مشاركة حياتك مع شخص و أحببت كيف وصفت الأمر و كيف تحدثت عن شعور الأمان الذي لابد أن أشعره لأسلم نفسي لأحد تماما .. 


حرك كلامك احتياجات كنت قد دفنتها و أصدرت في داخلي شجنا .. 
أحببت فكرة وجودك لكن ..
وكأني لمست حلم بعيد و ما أن لامسته حتي تلاشي .. 
كسراب لمحته من بعيد ثم اذ وصلت اليه لم يوجد 
او كفقاعة صابون كبيرة انبهر بها طفل فاراد ان يمسكها وما ان لامسها طرف اصبعه حتي تلاشت …


الواقع كان له رأي آخر ..
لم نكن متوافقين 
كلونين كلا منهما جميل بمفرده لكن لا تستطيع ارتداءهما معا 
او كقطعتين منفردتين من البازل لكن لا سبيل لجمعهما سويا ، جوانب كل منهما  لا تلتقي معا لتشكل قطعة اكبر ذات معني ! 


ليست هذه المرة الأولي لي لأختبر هذا و لو تعلم فهذا يضايقني كثيرا 
لكم ارغب في مشاركة الطريق مع رفيق درب و لكن لم اوفق في ايجاد رفيق مناسب 
سأختار المضي قدما بمفردي لأن هذا أهون من مشاركة الطريق مع رفيق لا يشبهني ، فبدلا من التشارك نتخبط سويا و نحمل أنفسنا بأحمال تجعل الطريق أصعب بدلا من ان تهونه .. 


و الطريق صعب 
اتفق معك حينما قلت لي هذا 
اتفق بشده 
ربما لم اختبر صعوبات بقدر ما اختبرت 
لكني عشت صعوبات علي مقاسي 
اؤمن بان كل شخص لابد وان يواجه صعوبات في طريقه ولكن كل واحد بقدر احتماله يسمح له الله ان يقابل صعوبات تشكل في كيانه و تثقل شخصيته .. 


ربما لن نلتقي مرة اخري لكني احمل في داخلي ذكري لن تموت . اؤمن أن  أية خبرة انسانية نشارك فيها ذكريات مؤلمة ، طموحات ، نظرة للحياة  و نحتسي كوبا من الشاي هي خبرة لا تنسي ، علي الاقل بالنسبة لي 
و انا سعيدة لكوننا خضنا هذه التجربة 
حزينة لعودتي لرحلتي بمفردي 
لكن … 
اعتقد انني نجيت وقتا طويلا هكذا لذا يمكنني النجاة وقتا اطول ! 
بمعونة الله 




*****************************************

من وحي الخيال 
رسائل لم ترسل أبدا  هي محاولة للتعبير عن مشاعر من عاشوا قصص لم تكتمل .... فربما قرأها أحدهم و شعر بها 

 تعبر عما لم يستطع التعبير عنه . وربما شعر بألفة بأنه    
  ليس وحده فيما مر ، 

او يمر به 

Saturday, 20 May 2023

أنات ليلة مظلمة

 




وكأنه دوري الذي كتب علي في هذه الحياة . دور المراقب والمدون . أرقب تحركات الآخرين ولا احرك ساكنة . اشاهد في 

صمت خارجي و لكن داخلي يتمزق و يصارع.

 


 يبدو لي أنه لا يتحرك فيا سوي سحب من افكار في أنحاء شتي … واحلام
  يقظة تنطلق من رأسي كفقاعات الصابون التي ينفخها الطفل ثم لا تلبث ان تختفي فجو الواقع لا يسمح لها بالبقاء طويلا … 

 


سجن الافكار والمشاعر استبد بي و لولا رحمة الله و استجابته لندائاتي الداخلية لكنت انهيت حياتي او عشت كمسخ شارد يلهي نفسه باستمرار و يريد ان يتحاشي المشاعر القوية فيخدر نفسه بشتي الطرق التي يعرفها .. 

 

و هذا العالم ملئ بالكثير من مصادر الالهاء .. افلام و مسلسلات وعالم افتراضي .. زحام مواصلات و توتر عمل و مشاكل مفتعلة من صغار العقول الذين يتخذون من تكدير الآخرين مادة لشغل يومهم و محاربة فراغ حياتهم و جدوبها من المعني ! 

 


استجابة الله ظهرت في محبة أشخاص قدموا لي يد العون  
استقبلوا مشاعري و افكاري بأيد حانية و عقول واعية تعرف جيدا كيف تشعر عندما تضيق بك نفسك و العالم بأكمله ! 


ظهرت استجابته في كتب ألقاها في طريقي شددت خطاي  و أعطتني ثباتا عندما احتجت وميض من  النور وسط ظلمة فكري .. 


لا اخفيك سرا .. في لحظات الفراغ بينما أجلس وحدي و افكر في حياتي ، انا اكرهها بشدة !  

اكره ما آلت إليه الأمور و أخاف بشدة مما هو قادم 

أخاف ان تمر أيامي الحالية التي أكرهها و تكرر نفسها فأنظر وإذا بعامين آخرين قد مرا من حياتي و أنا في نفس الموضع ! 

كلا يا الله 

أرجوك ألا تسمح بهذا 

لا أتحمل مجرد التفكير في احتمال حدوثه ! 

يؤسفني بشدة إهانتي لك بقلة ايماني و عدم ثقتي في انك تدير حياتي ، انت من يدير الكون بأكمله 

يؤسفني عدم قدرتي علي محبتك تلك المحبة التي تطرح خوفي 

خارجا

يؤسفني أن تحترق الأيام كرماد بلا معني !!

هلا ساعدتني ليكون لها معني ؟!


أنا ممتنة يا الله للكثير جدا و لكني و برغم امتناني ،لا أزال أواجه مخاوف تثقل نفسي و تصبغ علي أيامي لونا قاتما و نغمة حزينة لا تفارق عقلي ،تلعب في مؤخر رأسي و تلازمني 

قد تخفت بينما أعمل ثم تعود فتعلو بضجيج مزعج عندما أفرغ من العمل ! 

لماذا لا أتعزي بعد صلاتي ؟ 

لماذا أنهي خلوتي و مازلت ثقيلة ؟ 

لماذا لا تسكت تلك الأفكار القهرية التي تنتهي دوما إلي خوف عميق مما هو قادم و خوف من أن أظل وحيدة ؟! 

لماذا نفسي منحنية تئن في داخلي ؟!



هنا سأصمت 

ليس لدي مزيد من الكلمات لأسطرها 

لدي تنهدات طويلة 

و دموع و انفاس متسارعة احاول التقاطها وسط دموعي 

لدي نظرة ثابتة نحو اللاشئ 

و لساني الداخلي يقول بصعوبة :

(يا ربي يسوع المسيح …أعن عدم إيماني ) …


صرخة سقوط

  إلهي ..  اليوم أشعر بمرارة ثمرة السقوط في حلقي  بعد أن جعلتها الحية شهية للنظر أمامي  الهي  أشعر ببعد شديد عنك و بانفصال  أشعر بذنب ثقيل  ...